أعلن الرئيس بيل كلينتون أنه يريد "مصالحة حقيقية" على أساس "التكافؤ" مع إيران التي اعتبر أنها تشهد "تغييرات ايجابية تستحق المساندة". وجاءت تصريحات كلينتون بعد ساعات على خطاب ألقته وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت، اعتبرت فيه ان الوقت حان لتطبيع العلاقات مع إيران، راجع ص 4. وفي خطوة فسرت بأنها أول شرط تحدده طهران للتطبيع، حض وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي واشنطن على رفع الحظر الأميركي المفروض على تصدير معدات بتروكيماوية إلى بلاده. وبدا أمس ان قطار التطبيع بين الجانبين يستعد للانطلاق عشية "المواجهة" بين الفريقين الإيراني والأميركي في مباريات كأس العالم، وهي المباراة التي سيحضرها الأحد في ليون ديبلوماسيون أميركيون. وقال كلينتون أمس رداً على سؤال عن خطاب أولبرايت: "نريد مصالحة حقيقية مع إيران تقوم على التكافؤ والتبادل، والشعور بأن الإيرانيين مستعدون للابتعاد عن دعم الارهاب وتوزيع الأسلحة الخطرة ومعارضة عملية السلام" في الشرق الأوسط. وأضاف: "نقدّر التصريحات التي أطلقها الرئيس الإيراني محمد خاتمي قبل أشهر، ونستكشف ما يمكن أن يحمله المستقبل. لم نغير مبادئنا أو أفكارنا أو أهدافنا، ونعتقد أن إيران تتغير في شكل ايجابي ونريد مساندة ذلك". واعتبر الرئيس الأميركي ان "كلمات الوزيرة أولبرايت كافية بذاتها"، وأن خطابها "ممتاز". وكانت الوزيرة أعلنت ان الإدارة الأميركية تحترم خاتمي "كونه خيار الشعب الإيراني"، مشيرة إلى أن واشنطن لا تسعى إلى "اطاحة الحكومة" في الجمهورية الإسلامية. ورحبت بالجهود التي بذلت لتحسين العلاقات بين إيران والسعودية وبين إيران ودول الخليج عموماً، معترفة ب "الدور الأساسي" لطهران في منطقة آسيا. لكنها شددت على ضرورة "رفض استخدام الارهاب كأداة" في السياسة الخارجية الإيرانية. وأعلن البيت الأبيض أمس ان الولاياتالمتحدة "ستتلقى بايجابية" كل الخطوات الايجابية التي تتخذها طهران، وقال الناطق الرئاسي الأميركي مايكل ماكوري رداً على سؤال عن أهمية خطاب أولبرايت ان "الرئيس ووزيرة الخارجية يعتبران أن من المهم التشديد على ان الخطوات الايجابية ستتلقاها الولاياتالمتحدة بايجابية وستقوّم بانتباه موقف نظام طهران". وكرر ان "مشاكل كبرى" لا تزال قائمة بين البلدين، مذكراً ب "دعم الارهاب" واستمرار برامج أسلحة الدمار الشامل. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن خرازي قوله في مؤتمر صحافي في مدريد ان على واشنطن ان "تتبع أقوالها بأفعال"، واقترح رفع الحظر الأميركي المفروض على تصدير المعدات البتروكيماوية إلى إيران. وزاد ان "رفع العراقيل من طريق التطور النفطي في المنطقة يشكل الاجراء الأكثر سهولة لتحقيق انفراج في الوضع". وشدد على أن تطبيعاً محتملاً للعلاقات مع واشنطن "يجب ان يندرج في إطار الاحترام المتبادل للمساواة"، معرباً عن أمله بأن تضع الولاياتالمتحدة حداً ل "سياستها العدوانية" تجاه إيران. وفي تعليق على مباراة الفريقين الإيراني والأميركي، قال خرازي مبتسماً: "سنفوز". واعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية عرض أولبرايت استكشاف خطوات جديدة لبناء الثقة بهدف تطبيع العلاقات "لهجة ايجابية" لكنها شددت على ضرورة اتخاذ واشنطن "اجراءات ملموسة تبدد حاجز انعدام الثقة". وأبرز التلفزيون الإيراني خطاب أولبرايت واستأثر العرض الأميركي بالعناوين الرئيسية لنشرات الأخبار التي نقلت عن مندوب ايران لدى الاممالمتحدة هادي نجاد حسينيان ترحيبه بپ"اللهجة الايجابية التي برزت في الولاياتالمتحدة"، لكنه لفت الى ضرورة "ان ترافقها اجراءات ملموسة". ولم تشذ الاذاعة الايرانية التي تخضع لإشراف مكتب مرشد الجمهورية عن الترحيب الحذر والمشروط حيال العرض الاميركي لكنها اعتبرت ان "واجب اميركا اولاً ان تقلع عن خيار العنف الذي تتبعه تجاه نظام الجمهورية الاسلامية" مشيرة الى "الدعم الذي تقدمه اميركا للجماعات الارهابية المسلحة" في اشارة الى منظمة "مجاهدين خلق" المعارضة