حضرت ايران في المؤتمر السنوي للمنتدى الاقتصادي الدولي في دافوس سويسرا بصورتين احداها لوزير خارجيتها كمال خرازي الذي اجرى محادثات مع مسؤولين وأصحاب اعمال في دافوس تفوق تلك التي عقدها خلال الاشهر الستة الأولى من توليه منصبه، والثانية لنائبة الرئيس الايراني لشؤون البيئة معصومة ابتكار التي اخذت على عاتقها تقديم صورة الاسلام الحديث كما تراه ايران والذي لا يشكل فقط الهدف من ارسالها لمواجهة صحافيي الغرب الذين ابدوا اهتماماً مميزاً بها وإنما لاختيار الرئيس سيد محمد خاتمي لها لهذا المنصب من الأساس. وبدى واضحاً في دافوس ان تبادل الدعوات بين خاتمي والرئيس بيل كلينتون عبر شاشات التلفزيون لفتح حوار، بين الشعبين وشق الطريق امام تبادل ثقافي يبدد صورة كل منهما لدى الآخر، وجدت صداها في انحاء اخرى من العالم. فلقي خرازي ترحيباً مميزاً واحتل اكثر من منصة للتعبير عن التغيير الذي تشهده ايران وفي الوقت ذاته وجد اجواء مناسبة لمحاولة تحقيق مصالح ايران الخاصة خصوصاً في المجال الاقتصادي. وأعلن خرازي في نهاية اجتماعاته ان ايران على وشك الانتهاء من مفاوضات مع شركات اوروبية وأخرى آسيوية لتنفيذ مشاريع في الخليج وبحر قزوين. وبدا واثقاً من ان شركات عدة ستتبع شركة "توتال" الفرنسية التي وقعت عقداً مع ايران العام الماضي بمشاركة روسية وماليزية لاستثمار بليوني دولار في مشروع للغاز على رغم ان القانون الاميركي يفرض عقوبات على الشركات التي تستثمر في ايران مبالغ تزيد على 20 مليون دولار. والرسالة الثانية التي سعى الوزير الايراني الى تعميمها تتعلق بشروط ايران هذه المرة لاقامة علاقات ديبلوماسية مع واشنطن اذ على رغم ان الحديث يقتصر في المرحلة الحالية على تبادل ثقافي على مستوى اساتذة الجامعات والفنانين والصحافيين الا ان بداية تبادل كهذا لا بد وأن يتبعها تنشيط في العلاقات على المستوى الرسمي في المرحلة التالية. وقال خرازي: "سمعنا كلمات ايجابية من واشنطن، لكننا نرغب في ان نرى ايضاً فعلاً ايجابياً اذا كانت الولاياتالمتحدة معنية بحوار رسمي على اساس الاحترام المتبادل والمساواة". ومن بين الخطوات التي ترغب ايران ان تراها، كما عبر عنها خرازي، "عدم التدخل في الشؤون الداخلية لايران" موضحاً ان الادارة الاميركية "كرّست مليوني دولار بموافقة الكونغرس تهدف الى زعزعة النظام الايراني". وقال ان الولاياتالمتحدة تسعى "وراء كل مناسبة من اجل خلق حاجز امام تقدم ايران الاقتصادي بل تقدم المنطقة كلها خصوصاً للحيلولة دون مرور انابيب الغاز والنفط عبر ايران". وأضاف خرازي الى ذلك ما اعتبره "تأييد الولاياتالمتحدة لپ"منظمات ارهابية ايرانية تعمل في الولاياتالمتحدة وتملك حرية الحركة هناك وحرية جمع الاموال وجمع تواقيع الكونغرس"، مشيراً بالتحديد الى منظمة "مجاهدين خلق" التي قال انها تملك مركزاً في العراق، مشددا على انه "اذا لم يتغير هذا التصرف فلا يمكن ان يكون هناك حوار رسمي" بين طهرانوواشنطن. وتابع "هناك واقع جديد في ايران وأجواء جديدة ايضاً ونحن نحاول ان نساعد العالم الخارجي على ان يفهم بشكل افضل ما يدور لدينا وإذا فهموا ذلك فانهم سيتراجعون عن اتهامهم لنا". ويقول خرازي: "نحن ندين كل انواع الارهاب التي تستهدف المدنيين لكن هناك فرقاً بين من يفجر قنابل وسط تجمعات سكانية ومن يحاول ان يحرر ارضه من الاحتلال كما يفعل المقاومون في جنوبلبنان على سبيل المثال". وماذا عن فتح حوار مع اسرائيل سأل صحافي اسرائيلي فأجاب خرازي "اننا لا نعترف باسرائيل ولذا فان الموضوع غير مطروح".