حقق مسؤولون من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن خلال اجتماعهم امس في لندن تقدماً في مراجعة مواقف دولهم من العراق، لكنهم لم يتوصلوا الى اتفاق على اي مشروع قرار بشأن السياسات تجاه بغداد. وقال مندوب بريطانيا لدى الاممالمتحدة السفير جيرومي غرينستاك "اننا نحرز التقدم" في اجتماعات لندن لبحث الملف العراقي "لكن الطريق ما زال طويلاً". واعلن ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية ان الاجتماع الذي استمر ساعات عدة في مقر وزارة الخارجية البريطانية، كان "مفيداً وبناءً" لكنه رفض الخوض في تفاصيل التقدم الذي قال انه تحقق او مواقف الدول الخمس التي حضر مسؤولون منها الاجتماع، وهي الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا، من المسائل التي طُرحت للبحث. وعقدت محادثات امس بمبادرة بريطانية بعد تعثّر المشروع الهولندي - البريطاني المطروح على مجلس الامن واختلاف وجهات نظر الدول الخمس في موضوع السياسة الواجب اتباعها تجاه العراق، خصوصاً رفع العقوبات وموضوع عودة المفتشين الدوليين لنزع اسلحة الدمار الشامل الى العراق. وقال الناطق بنبرة تشاؤم ان فرص النجاح ليست مضمونة بالنسبة الى المشروع البريطاني - الهولندي بسبب معارضة روسيا وفرنسا والصين له. واوضح انه من المؤمل أن تتفق الدول الخمس لدى استئناف مشاوراتها على مستوى القرار في نيويورك، وبعد ذلك على مستوى وزراء الخارجية على هامش دورة الجمعية العامة للامم المتحدة، على مشروع قرار جديد حول العراق. واكد ان المشاورات ستستأنف هذا الاسبوع في نيويورك وستستكمل الاسبوع المقبل على مستوى المديرين السياسيين الذين حضروا اجتماع امس في العاصمة البريطانية. وليس واضحاً ان كان هدف اللقاءين على مستوى السفراء ثم رؤساء الدوائر السياسية الاعداد لاجتماع على مستوى الوزراء او انهما بديل عنه. وهذا يعتمد على تقويم حصيلة اجتماع لندن في كل من العواصم المعنية - واشنطن وموسكو، وبكين، وباريس، ولندن. وشدد المسؤول البريطاني الذي احيط علماً من قبل المعنيين في لندن بالاجتماع ان "الهدف يبقى ذاته وهو تمكين مجلس الامن من تبني قرار" في شأن العراق يحدد شروط وظروف تعليق العقوبات الاقتصادية.