نفت بريطانيا ان تكون طائراتها الحربية شاركت في غارة على مواقع خارج منطقتي الحظر الجوي، قتل فيها 19 مدنياً عراقياً، بحسب تأكيد بغداد. وأعلن في العراق ان 12 من القتلى ينتمون الى أسرة واحدة، وان البحث كان جارياً أمس عن رضيع دفن تحت الأنقاض، يمكن ان يصبح الناجي الوحيد من أفراد الأسرة. بغداد، جصان العراق، لندن - أ ف ب، رويترز - قال ناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية ان المقاتلات البريطانية لم تشترك في الهجوم. وكان العراق أعلن مقتل 19 مدنياً وجرح 11 آخرين في سلسلة غارات اميركية وبريطانية على مواقع خارج منطقتي الحظر الجوي في الشمال والجنوب. وتعد هذه المرة الأولى التي يعلن فيها العراق غارات غربية خارج منطقتي الحظر منذ كانون الأول ديسمبر الماضي. وأفاد مراسل "فرانس برس" ان 12 فرداً من أسرة واحدة قتلوا في غارة اميركية - بريطانية وان المسعفين كانوا لا يزالون يبحثون امس عن رضيع في الشهر الثالث من عمره دفن تحت الانقاض. وأشار سكان الى ان الغارة استهدفت الثلثاء جصان في محافظة واسط التي تبعد مئتي كيلومتر جنوب شرقي بغداد، وتقع قرب الحدود مع ايران حيث كان أفراد العائلة الذين قتلوا مجتمعين. وأوضح السكان أن أفراد العائلة وهم خمس نساء وأربعة أطفال ورجلان قتلوا اثناء الغارة، كما توفي امس رجل ثالث من العائلة ذاتها متأثراً بجروحه. وأمام المنزل المعزول المبني من اللبن على مدخل جصان كانت مسنة تبكي مرددة اسماء ابنتها وأحفادها الذين قتلوا في الغارة، وتدعو الله "ان يعاقب الاميركيين". وقال الشاهد علي الخضير: "سمعنا صوت طائرات ضربت المنزل ثم عاودت قصفه بينما كنا نجلي الضحايا". وروى سكان ان الغارة استهدفت منزل قطوف هاشم الذي كان مجتمعاً فيه مع عائلته واثنين من أقاربه. وتقع جصان خارج منطقة الحظر الجوي التي فرضتها الولاياتالمتحدةوبريطانياجنوب خط العرض 33، وتضم منازل فقيرة مبنية من اللبن. واكد محافظ واسط محمود شكور شاهين للصحافيين عدم وجود أي هدف عسكري في المنطقة التي وصفها بأنها سكانية. وبوفاة الجريح يرتفع عدد القتلى الى عشرين، مما يجعل الضربة الأخيرة احدى أقسى الغارات لجهة عدد القتلى منذ الهجوم الأميركي - البريطاني على العراق في كانون الأول الماضي، في اطار عملية "ثعلب الصحراء". وكتبت صحيفة "الجمهورية" ان "الجماهير المشيعة عبرت عن غضبها وسخطها من الجريمة التي ارتكبت في حق ابناء العراق، وأعلنت عن استعدادها للتضحية والفداء في سبيل الدفاع" عن البلد.