شرعت سلطات مدينة الأقصر الأثرية في صعيد مصر في اتخاذ تدابير عاجلة لمواجهة حرائق الفنادق العائمة، ومعالجة القصور في وسائل الوقاية والامان، ومقاومة الحرائق في مراسي البواخر السياحية والفنادق العائمة في المدينة. كما تهدف التدابير إلى معالجة القصور في تدريب أطقم العاملين في الفنادق العائمة على أعمال الدفاع المدني ومكافحة الحرائق وضمان توافر مقومات الوقاية من الحرائق داخل المنشآت السياحية النيلية. واتضح ذلك في أعقاب حادث احتراق باخرتين سياحيتين، وغرق احداهما في المدينة، نهاية شهر حزيران يونيو الماضي. وتقرر شراء أربعة لنشات انقاذ نهري ذات أذرع اطفاء هيدروليكية لمكافحة حرائق الفنادق العائمة بكلفة ستة ملايين جنيه مصري، وإقامة 28 محطة اطفاء على طول مرسى الفنادق العائمة في المدينة بكلفة مليون جنيه مصري، على أن تتحمل الشركات المالكة للفنادق العائمة توفير مليون جنيه من المبالغ المطلوبة بواقع خمسة آلاف جنيه لكل فندق عائم، ويتحمل اتحاد الغرف السياحية وغرفة المنشآت الفندقية مليوني جنيه، ويقدم صندوق التنمية السياحية في وزارة السياحة أربعة ملايين جنيه مصري. وتقرر منع التدخين نهائياً داخل البواخر السياحية والفنادق العائمة، وتشديد الرقابة على أجهزة الاطفاء ووسائل الوقاية والامان في البواخر والمنشآت السياحية النيلية. كما تقرر تنظيم دورات لتدريب العاملين في الفنادق العائمة على أعمال الدفاع المدني ومكافحة الحرائق، ومنع رسو أكثر من فندقين عائمين متجاورين، وذلك في جميع المراسي النيلية داخل مدينة الأقصر. لكن القرار جاء مخالفاً لقرار سابق أصدره وزير السياحة المصري الدكتور ممدوح البلتاجي بالسماح برسو ثلاثة فنادق عائمة متجاورة بسبب ارتفاع أعداد الفنادق العائمة العاملة بين مدينتي الأقصر واسوان والتي وصل عددها إلى 204 فنادق عائمة، في الوقت الذي لا توجد فيه المراسي النيلية اللازمة لاستيعاب هذه الأعداد. وكشف رئيس "لجنة الفنادق العائمة" في غرفة شركات ووكالات السياحة والسفر في صعيد مصر عبدالفتاح الشريف ل"الحياة" ان تنفيذ قراري وزير السياحة وسلطات مدينة الأقصر تواجهه مصاعب عدة، إذ يتعذر تطبيق أي من القرارين بسبب زيادة أعداد الفنادق العائمة وقلة المراسي النيلية المجهزة في المدينة. وأشار إلى أنه على رغم صدور القرارين، فإن البواخر السياحية والفنادق العائمة لا تزال تقف في صفوف يضم الواحد منها من خمس إلى ثماني بواخر في عرض النيل، الأمر الذي ينذر بوقوع كوارث محققة تقلق المستثمرين وأصحاب الشركات وتهدد باغتيال السياحة النيلية في مصر. إلى ذلك، طالبت مصادر سياحية التقتها "الحياة" بإنشاء وحدات خاصة من أجهزة الدفاع المدني لمكافحة حرائق البواخر السياحية والفنادق العائمة، واستخدام الطائرات في أعمال مكافحة الحرائق وتأمين الفنادق العائمة في رحلاتها الليلية بين مناطق ومدن مصر الأثرية والسياحية، وتوفير الحماية لهذا القطاع المهم من قطاعات السياحة في البلاد. يذكر أن مدينة الأقصر شهدت حريقاً مروعاً التهم الباخرتين السياحيتين "نايل كواليتي" و"نايل سبرت" والخاليتين من السياح والمملوكتين لشركة "ممنون للسياحة والفنادق العائمة". وقدرت خسائر احتراق الباخرتين بما يزيد على 30 مليون جنيه مصري، فيما شهدت مدينة أسوان اشتعال النيران داخل باخرتين سياحيتين في أسبوع واحد، وتصادف خلوهما من السياح أيضاً.