اجتمع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات، في ابو ظبي امس، مع الشيخ جميل الحجيلان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج، في وقت اعتبرت فيه تصريحات وزير الخارجية الايراني كمال خرازي عن استعداد ايران للتقارب مع جميع الدول المجاورة بما فيها دولة الامارات انها "لا تحمل جديداً". وعلى عكس التوقعات التي سادت بأن زيارة الحجيلان ومحادثاته مع الشيخ زايد دارت حول الجدل بشأن العلاقات الخليجية - الايرانية، ذكرت وكالة انباء الامارات الرسمية ان المحادثات تركزت على مسيرة مجلس التعاون وسبل تطويرها. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان مهمة الشيخ الحجيلان في ابو ظبي اقتصرت على اطلاع رئيس دولة الامارات على نتائج وقرارات القمة الخليجية التشاورية التي عقدت الشهر الماضي في جدة. من جهة خرى، لم تهتم الامارات بتصريحات وزير الخارجية الايراني الدكتور كمال خرازي عن استعداد ايران للتقارب مع جميع دول مجلس التعاون الخليجي، بما فيها دولة الامارات، وقوله "ان دولة الامارات لا تشكل استثناء". واعتبرت انها "لا تحمل جديداً"، اذ ان العلاقات قائمة بين البلدين في مختلف المجالات وان المشكلة الوحيدة بين البلدين هي قضية الجزر الاماراتية. وتطالب الاماراتايران بحل سلمي لهذه المشكلة من خلال المفاوضات المباشرة او اللجوء الى محكمة العدل الدولية. وكانت الامارات اعلنت استعدادها للدخول في مفاوضات مباشرة مع ايران بشأن قضية الجزر على اسس واضحة وصريحة. واشترطت لقيام وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان لطهران، ان يكون لهذه الزيارة جدول اعمال محدد ينص على البحث في قضية الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وليس من اجل المجاملة والرد على زيارتين قام بهما خرازي لأبو ظبي، وهو ما يطالب به الرئيس الايراني محمد خاتمي. وكشفت الدوائر الاماراتية ان زيارة خرازي الاولى للامارات لم تخرج عن كونها زيارة للتعرف الى المسؤولين الاماراتيين، فيما كانت الثانية لابلاغ الامارات دعوة لحضور مؤتمر القمة الاسلامية في طهران، وتمت تلبية هذه الدعوة. ولم يتطرق الوزير الايراني رويترز الى تصريحات النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، او الى تصريحات وزير الخارجية الاماراتي راشد عبدالله النعيمي حول التقارب الخليجي - الايراني. وشدد خرازي على ان ايران "بوصفها دولة مجاورة تعتزم بجدية اقامة اتصالات مع كل دول الخليج، وهي اتخذت حتى الآن خطوات لهذا الغرض وتمت تهيئة مناخ ايجابي".