وصل ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز امس الى القاهرة، المحطة الأخيرة في جولته الواسعة التي بدأها الشهر الماضي وشملت جنوب افريقيا وايطاليا والمغرب وليبيا وسورية والأردن. وأجرى الأمير عبدالله فور وصوله الى العاصمة المصرية آتياً من عمان، محادثات مع الرئيس حسني مبارك تناولت الوضع العربي ونتائج جولة ولي العهد السعودي. وفيما شددت القاهرة على بلورة رؤية مشتركة لتحريك مفاوضات السلام مع اسرائيل، شددت السعودية والأردن على استئناف عملية السلام على كل المسارات، وأكد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والملك عبدالله بن الحسين دعمهما حق الشعب الفلسطيني في اقامة الدولة المستقلة، ولفتا الى أهمية إحياء التضامن العربي. وأطلع الرئيس مبارك الأمير عبدالله على نتائج الاتصالات المصرية مع الرئيس ياسر عرفات والقيادتين السورية والأردنية في شأن عملية السلام بعد فوز ايهود باراك في الانتخابات الاسرائيلية. وكان رئيس الوزراء المصري الدكتور كمال الجنزوري في مقدم مستقبلي الأمير عبدالله في مطار القاهرة، ثم اصطحبه والوفد المرافق الى مقر الرئاسة حيث استقبله مبارك وسيستكمل الجانبان المحادثات اليوم. وقال وزير الاعلام المصري صفوت الشريف ان زيارة الأمير عبدالله القاهرة تأتي تتويجاً للتنسيق المصري - السعودي وتعد "فرصة للتشاور لبلورة موقف عربي موحد، للتعامل مع المتغيرات في الشرق الأوسط وصوغ رؤية مشتركة للتحرك على المسار الفلسطيني ولدعم السلطة الفلسطينية في مفاوضات الوضع النهائي، وكذلك استئناف المفاوضات على المسارين السوري واللبناني". وعقد وزيرا الخارجية المصري عمرو موسى والسعودي الأمير سعود الفيصل جلسة محادثات على هامش لقاء مبارك والأمير عبدالله، تناولت نتائج المشاورات المصرية لعقد قمة خماسية تضم مصر وسورية والأردن ولبنان وفلسطين، والأسباب التي حالت دون عقدها، كما تناولت الاتصالات المصرية - الاميركية قبل زيارة مبارك لواشنطن نهاية الشهر، على صعيد تحريك عملية السلام. وصرح موسى بأن زيارة الأمير عبدالله "تؤكد العلاقة الوطيدة بين الشعبين المصري والسعودي، والعلاقة الوثيقة بين الرئيس مبارك وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز". وأشار الى ان توقيت الزيارة "يُعد فرصة لتبادل وجهات النظر في شأن حاضر المنطقة العربية ومستقبلها ومستقبل عملية السلام وسبل تحقيق السلام العادل والشامل والمتوازن، كذلك في شأن تعاون عربي أوثق في مجال الأمن والاقتصاد". وأقام الرئيس المصري مأدبة عشاء تكريماً لولي العهد السعودي حضرها اعضاء الحكومة المصرية والوفد الرفيع المستوى المرافق للأمير عبدالله. وكان الأردن والسعودية طالبا ب"استئناف عملية السلام على كل المسارات" وعبرا عن "دعمهما الجهود المخلصة من أجل دفعها واحراز التقدم المنشود وصولاً الى تحقيق السلام العادل والشامل والدائم، الذي تتطلع اليه شعوب المنطقة". جاء ذلك خلال المحادثات التي اجريت في قصر الندوة في عمان أول من أمس، ورأس الجانب الأردني الملك عبدالله بن الحسين والجانب السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وأكد الجانبان دعمهما "الشعب الفلسطيني وقيادته في نضاله من أجل نيل حقوقه المشروعة واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني". وعرضت المحادثات "الظروف التي تمر بها العملية السلمية في ضوء نتائج الانتخابات الاسرائيلية". وسبق الاجتماع الموسع اجتماع مغلق بين الملك عبدالله والأمير عبدالله. وشدد الجانبان على أهمية "احياء التضامن العربي وتفعيل العمل المشترك، انطلاقاً من حرص البلدين على وحدة الصف العربي، والحفاظ على مقدرات الأمة". وعبر الملك عبدالله عن شكره الأمير عبدالله لمواقفه "الأخوية الصادقة الى جانب أهله وأشقائه في الأردن، وتجاه أمته العربية والاسلامية وقضاياها العادلة في كل الظروف"، مؤكداً ضرورة "توثيق العلاقات وتعزيزها" تجسيداً لإيمان السعودية والأردن بأهمية "التكامل والتعاون بين أقطار الأمة العربية الواحدة". وتطرق البحث الى أزمة كوسوفو وأيد الجانبان جهود المجتمع الدولي والأمم المتحدة "والمبادرات كافة من أجل وضع حد لهذه المأساة"، ودانا "أشكال العنف والتهجير". وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" في الرياض ان العاهل الأردني وولي العهد السعودي استكملا محادثاتهما امس، وعرضا نتائج جولتيهما. وزادت ان الملك عبدالله بن الحسين عرض جهوده لتأمين دعم دولي للأردن، خصوصاً الدعم المادي. وكان الملك عبدالله في مقدم مودعي ولي العهد السعودي لدى مغادرته الى القاهرة، وسيزور عمان قريباً وفد اقتصادي سعودي رفيع المستوى.