شدد العاهل الأردني عبدالله بن الحسين والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على "أهمية استمرار التنسيق الثنائي الأردني - الفلسطيني، والتنسيق الثلاثي الأردنيالفلسطيني المصري، قبيل بدء مفاوضات الوضع النهائي" مع الجانب الاسرائيلي. واتفق الجانبان على "ضرورة تفعيل التنسيق العربي على كل المستويات واعطائه بعداً ومستوى يتناسبان مع المرحلة المقبلة من المفاوضات، وبما يؤكد الدعم العربي للمفاوض الفلسطيني وأهمية الوصول الى الحق الفلسطيني كاملاً بما فيه اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". وكذلك اتفقا على "أهمية استئناف المفاوضات على المسارين السوري واللبناني وفق المرجعية المتفق عليها في مدريد". وقال وزير الخارجية الأردني عبدالإله الخطيب أثناء قراءته للبيان المشترك الصادر عن القمة الثنائية التي جمعت الملك عبدالله والرئيس عرفات "ان التنسيق العربي يكتسب أهمية في هذه المرحلة التي تتجه فيها الأنظار نحو الوصول الى انجازات لعملية السلام بعد تسريعها على كل المسارات". وكانت طائرة الملك عبدالله بن الحسين حطت في الواحدة والنصف على أرض مطار غزة الدولي في زيارة هي الأولى من نوعها منذ توليه العرش خلفاً لوالده الملك حسين بن طلال. ورافق الملك عبدالله وفد اردني رفيع المستوى ضم الأمير هاشم بن الحسين، ورئيس الوزراء عبدالرؤوف الروابدة ورئيس الديوان الملكي عبدالكريم الكباريتي ومستشار الملك صلاح ابو زيد والوزير الخطيب ووزير الاعلام ناصر اللوزي ووزير الداخلية نايف القاضي ووزير التجارة محمد عصفور. لا اشارة الى القرار 181 وعقد الزعيمان الفلسطيني والاردني اجتماعاً ثنائياً اعقبه اجتماع موسع شارك فيه أعضاء الوفدين. وأشار البيان المشترك الى ان الجانبين اجريا محادثات مكثفة ومعمقة تناولت مجمل التطورات السياسية في المنطقة وقضايا التنسيق الثنائي والعربي في اطار الجهود المبذولة لاعادة مسيرة السلام الى مسارها الصحيح وتنفيذ الاتفاقات المعقودة في اطارها بما في ذلك التطبيق الفوري المتكامل لمذكرة واي ريفر. وتناولت المحادثات ضرورة "وقف النشاطات الاستيطانية كافة تمهيداً لاستئناف المفاوضات المكثفة بحسن نية وبارادة ثابتة وشجاعة، لتحقيق السلام العادل والدائم والشامل". وأطلع الملك عبدالله الرئيس عرفات على نتائج جولته الاوروبية والاميركية التي قام بها اخيرا. وقال البيان ان العاهل الاردني اوضح للقيادات التي التقاها خلال هذه الجولة "اهمية الاستمرار في دعم عملية السلام، وضرورة مساندة الفلسطينيين للوصول الى كامل حقوقهم الأمر الذي يمثل ضرورة لفتح صفحة جديدة من العلاقات السلمية في المنطقة يحقق الاستقرار ويساهم في تحقيق تعايش سلمي لرفاه شعوب المنطقة". ولاحظ المراقبون ان البيان لم يشر الى قرارات الأممالمتحدة 181 و242 و338 باعتبارها مرجعية عملية السلام. وأكد مسؤول أردني رفيع المستوى "دعم" بلاده لعقد قمة عربية خماسية تضم الدول المعنية بعملية السلام فلسطينوالأردن ومصر وسورية ولبنان، مشيراً إلى أن "أي لقاء عربي سيصب في مصلحة دفع مسيرة السلام وصولاً إلى نيل الحقوق العربية". وأوضح المسؤول الذي رافق العاهل الأردني الملك عبدالله في أول زيارة له إلى غزة ان لقاء القمة الأردنية - الفلسطينية "عبر عن دعم الأردن ومساندته للاشقاء الفلسطينيين ورغبته في انطلاق عملية السلام على المسارات كافة"، لافتاً إلى أن فوز زعيم حزب العمل الإسرائيلي ايهود باراك يعطي عملية السلام "فرصة كنا ننتظرها طوال السنوات الأربع الماضية". شعث:لا موعد لقمة مع سورية وصرح الدكتور نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي للصحافيين، عقب انتهاء القمة، ان المحادثات بين الجانبين كانت ايجابية. مشدداً على وجود رغبة حقيقية في عقد قمة خماسية، كما دعا الرئيس المصري حسني مبارك. وأكد أن السلطة الفلسطينية ستحضر هذه القمة في حال عقدها، موضحاً ان هناك تنسيقاً ثنائياً وثلاثياً وخماسياً لايجاد موقف عربي موحد. وأكد شعث رداً على سؤال ل"الحياة" عما إذا كان الرئيس عرفات طلب من الملك عبدالله التوسط لدى سورية لاصلاح العلاقة معها وعقد لقاء قمة خلال الأيام المقبلة "ان المسألة ليست بحاجة إلى وساطة" وأنه "لم يتم تحديد مواعيد لمثل هذه القمة". ورداً على سؤال عن الموقف من القدسالمحتلة بعد تصريحات الملك عبدالله في واشنطن التي تطرق فيها إلى السيطرة الثلاثية على المدينة، قال شعث إن الملك والوفد المرافق له أكدا "حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف". وكانت تصريحات الملك عبدالله عن القدس "مدينة مفتوحة تحت اشراف ثلاثي" اغضبت القيادة الفلسطينية، الأمر الذي عجل في عقد هذه القمة بهدف استيضاح مغزى حديث الملك والموقف الأردني من قضية القدسالمحتلة قبل الدخول في محادثات الوضع النهائي. ومعلوم ان المعاهدة الأردنية - الإسرائيلية نصت على اعطاء دور للأردن عند البحث في قضية القدس. وأشار نبيل أبو ردينة، الناطق بلسان عرفات، ان زيارة العاهل الأردني استهدفت "خلق وبلورة موقف موحد لمواجهة التطورات التي حدثت داخل إسرائيل". وأضاف انه تم الاتفاق على استمرار التشاور، مشيراً إلى وجود ترحيب فلسطيني - مصري - أردني بعقد لقاءات قمة سواء ثلاثية أو خماسية. وشدد أبو ردينة ان الجانب الفلسطيني مع التنسيق العربي من أجل بلورة موقف عربي موحد لمواجهة التغييرات التي حدثت على الساحة، موضحاً ان هناك تصوراً عربياً مشتركاً لمواجهة كل الاحتمالات، والآن الجميع بانتظار تشكيل الحكومة الإسرائيلية والتحرك الأميركي تمهيداً لتحريك مسار عملية السلام".