قالت مصادر ديبلوماسية عربية لپ"الحياة" ان ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز سيصل الى دمشق بعد غد الأحد لاجراء محادثات مع الرئيس حافظ الأسد تتعلق بعقد قمة عربية "قريباً". ورجحت المصادر أن "تحسم" المحادثات الخيارات بين عقد قمة مصغرة تضم دول الطوق الأردن والسلطة الفلسطينية وسورية ومصر ولبنان والسعودية والمغرب، أو قمة ثلاثية سورية - مصرية - سعودية أو قمة موسعة والموقف من مشاركة العراق فيها. وسيزور الأمير عبدالله الأردن حيث سيجتمع مع الملك حسين لمناقشة التحضيرات لقمة عربية مصغرة. وأفادت وكالة الأنباء السعودية أمس ان الأمير عبدالله اجرى اتصالاً هاتفياً بأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، جرى خلاله "بحث العلاقات الثنائية بما يعود بالنفع على شعبي البلدين الشقيقين، إضافة الى درس مجمل الأوضاع العربية والدولية". وكان الرئيس ياسر عرفات زار السعودية الأحد الماضي وطلب من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز دعم تحركه لعقد قمة عربية من اجل مواجهة السياسة الاسرائيلية التي ادت الى تعطل عملية السلام. وأشارت مصادر في دمشق الى ان "قمة عربية سواء كانت مصغرة أو موسعة سترمي الى اتخاذ موقف عربي من عملية السلام، في ضوء مواقف اسرائيل وعدم موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على الانسحاب من 13 في المئة من اراضي الضفة الغربية بحسب الاقتراح الاميركي". يذكر ان الرئيس الأسد ونظيره المصري حسني مبارك والأمير عبدالله عقدوا قمة في حزيران يونيو 1996، مهدت لعقد القمة العربية الموسعة في الشهر اللاحق في القاهرة. وكان مسؤول سوري رفيع المستوى قال لپ"الحياة" ان وزراء الخارجية السوري السيد فاروق الشرع والمصري السيد عمرو موسى والسعودي الأمير سعود الفيصل اتفقوا على "عقد اجتماع ثلاثي لبحث موضوع القمة، على هامش اجتماع وزراء خارجية دول اعلان دمشق" الذي كان مقرراً نهاية الشهر الجاري في الدوحة. ويتوقع ان تتناول محادثات الأسد وولي العهد السعودي الاقتراح الاسرائيلي بتنفيذ مشروط للقرار 425، وسيطلع الجانب السوري الأمير عبدالله على نتائج محادثات الشرع مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن، والاتصالات الدولية والعربية التي اجراها لبنان وسورية في شأن الاقتراح الاسرائيلي. في الرياض قالت مصادر مطلعة ل "الحياة" ان زيارة ولي العهد السعودي لسورية الاحد ثم الاردن "ستكون ضمن آخر خطوات التمهيد لعقد القمة العربية للبحث في عملية السلام المتعثرة". وأكدت ان الرغبة في عقد القمة "باتت جماعية، لكن الخلاف - إن وُجد - فهو على ظروف الإعداد للقمة"، مشددة على "الحاجة الى موقف عربي قوي من اوضاع العملية السلمية". وكانت السعودية أبلغت عرفات تأييدها عقد قمة عربية موسعة او مصغرة شرط الإعداد لها في شكل جيد لتخرج بنتائج عملية من شأنها انقاذ عملية السلام. الى ذلك قالت مصادر ديبلوماسية اخرى ل "الحياة" ان هناك "تصورين في ما يتعلق بالقمة التي يتوقع ان تعقد الاسبوع المقبل او الذي يليه، أولهما ان تضم السعودية وسورية ولبنان ومصر والاردن والمغرب والامارات وعُمان، اضافة الى السلطة الفلسطينية، والتصور الثاني ان تكون القمة رباعية تضم السعودية ومصر وسورية والمغرب"، وزادت ان "التصور الثاني ربما ساهم في طرحه بعض التحفظات التي تبديها دمشق عن السياسة التفاوضية التي ينتهجها الرئيس الفلسطيني مع اسرائيل". مصدر ديبلوماسي عربي أكد ل "الحياة" ان "ضمن اهداف زيارة الأمير عبدالله لدمشق وعمان محاولة اذابة الجليد بين سورية والاردن من جهة وسورية والسلطة الفلسطينية من جهة اخرى".