إسلام اباد، بكين، سريناغار - "الحياة"، أ ف ب - أعلنت مصادر عسكرية هندية ان القوات الهندية استخدمت المدفعية في قصف عنيف صباح أمس الثلثاء باتجاه الجبال التي يتحصن فيها المقاتلون المسلمون. ونفى زعيم "حركة المجاهدين" أن تكون القوات الهندية سيطرت على موقعين استراتيجيين. ودعت الهندالصين إلى انشاء آلية للحوار في شؤون الأمن بين البلدين. وأكدت المصادر نفسها ان "معارك عنيفة" جرت في قطاعي باتاليك ودراس في شمال كشمير حيث تمكنت القوات الهندية من قطع طرق الامداد على المقاتلين المسلمين في قطاع تايغر هيلز على ارتفاع 5400 متر. أ ف ب وكان الجيش الهندي أعلن الاثنين أنه استعاد اثنتين من القمم التي يسيطر عليها المقاتلون على ارتفاع 4600 متر في قطاع دراس في الجانب الهندي من خط الهدنة بين شطري كشمير. واعتبرت العملية الهندية اكبر هجوم بري منذ اندلاع النزاع في التاسع من أيار مايو الماضي. لكن الخبراء يرون ان الجيش الهندي يحتاج الى مزيد من الوقت لكي يتمكن من استعادة كامل المنطقة التي يسيطر عليها المقاتلون وهي تمتد على مسافة 150 كيلومتراً على طول خط الهدنة. ونقلت صحيفة "انديان اكسبرس" عن أحد الضباط ان المسلمين تمكنوا من بناء تحصينات وملاجئ كبيرة لتخزين السلاح والذخيرة والمؤن تسمح لهم بالصمود عاماً كاملاً. وقال الضابط نفسه "إنهم يعيشون بشكل جيد" في هذه الجبال وأوضح انه تم العثور على جثث اربع نساء بين القتلى في الجانب الآخر. وتشن القوات الهندية يساندها الطيران منذ التاسع من أيار هجوماً واسعاً على مئات المقاتلين المسلمين الذين تقول نيودلهي انهم قدموا من باكستان. واستنادا الى المصادر الهندية فإن 267 جندياً باكستانياً قتلوا في هذه المعارك التي قتل فيها من الجانب الهندي 103 جنود. وتنفي باكستان أي علاقة بالعمليات التي تقول إنها عمليات ينفذها الاستقلاليون الكشميريون. وفشل الحوار الهندي - الباكستاني الذي جرى الاسبوع الماضي بعدما أصرت نيودلهي على انسحاب المسلحين قبل أي مباحثات. من جهته، نفى رئيس "حركة المجاهدين" مير فضل الرحمن خليل، أكبر مجموعات المقاتلين الكشميريين في قطاع كارغيل ما ذكرته المصادر الهندية عن استيلائها على موقعين استراتيجيين، مؤكداً أن قواته لا تزال تتحكم بالمواقع التي سيطرت عليها منذ البداية. وقدّر القائد الكشميري عدد مقاتليه بثمانية آلاف في كل الجبهات، مشدداً على أن مقاتليه مع الأحزاب الأخرى المنضوية تحت اسم "مجلس الجهاد" الجديد، يضم سبعة أحزاب سيواصلون المعارك حتى ولو ضغطت عليهم باكستان. يذكر ان "حركة المجاهدين" التي قدر عدد مقاتليها فضل الرحمن بثمانية آلاف مسلح، تحظى بعلاقات وطيدة مع جمعية علماء الإسلام بزعامة مولانا فضل الرحمن الذي يُعد عرّاب حركة "طالبان" الأفغانية. ولا يخفي فضل الرحمن خليل علاقاته مع جمعية علماء الإسلام الباكستانية، ويقول: "هناك تقارب فكري، ونحن من خريجي هذه المدرسة". على صعيد آخر، أعلن وزير خارجية الهند جاسوانت سينغ أمس الثلثاء من بكين ان الهندوالصين قررتا انشاء "آلية للحوار في شؤون الأمن"، على ان يناقشا "في الوقت المناسب" ترتيبات اقامة هذه الآلية. وكان وزير خارجية الهند وصل الى بكين الاثنين في اول زيارة لوزير خارجية هندي الى الصين منذ ثماني سنوات. وأضاف المسؤول الهندي انه أجرى مع نظيره الصيني تانغ جياكسوان حواراً "ودياً وبناء"، موضحاً أن اجراءات ثقة بين البلدين ستعتمد في اطار هذه "الآلية". وتعتبر العلاقات بين البلدين صعبة، ووصل التدهور بينهما الى ذروته عام 1962 عندما تواجها في حرب بسبب خلاف حدودي. وشهدت هذه العلاقة خلال السنوات الأخيرة تحسناً بطيئاً عكرته التجارب النووية التي أجرتها الهند في أيار مايو 1998 وبررتها بأنها لمواجهة "تهديد" صيني محتمل.