شهدت مدينتان في جنوب شرقي صربيا تظاهرات لاهالي الجنود الموجودين في كوسوفو، طالبوا خلالها بعودة ابنائهم الى ديارهم، فيما اتهم الجيش اليوغوسلافي المشاركين فيها ب "الخيانة العظمى". وجاء في بيان للقيادة المحلية الجنوبية للجيش اليوغوسلافي نقلته وكالة "بيتا" الصربية المستقلة، ان منظمي التظاهرات "ارتكبوا أعمالاً هدامة ترمي الى اضعاف القدرات الدفاعية للبلاد، ترقى الى التعاون مع العدو الأجنبي من خلال استغلال مشاعر اهالي الجنود الى أبعد الحدود". وكانت امهات وزوجات المجندين للخدمة في كوسوفو تظاهرن اول من امس في مدينتي كروشيفاتس والكيساندروفاتس في جنوب شرقي صربيا، أثناء تشييع جنود قتلى ورددن: "ارجعوا لنا اولادنا أحياء بدلاً من اعادتهم امواتاً". ويوجد استياء في صفوف الأقليات العرقية من المسلمين البوشناق والمجريين والبلغار والكروات وقسم من أهالي الجبل الأسود، ازاء مشاركة جنودهم في الحرب الدائرة في كوسوفو على اعتبار انها "صراع يخص الصرب والألبان وحدهم". وفي غضون ذلك، تعرض مقر الحزب الديموقراطي المعارض في بلغراد امس الى هجوم شارك فيه حوالي 50 شخصاً القوا الحجارة والبيض على البناية. وأفادت ناطقة باسم الحزب ان الشرطة "راقبت ما حدث من دون ان تتدخل باستثناء منع المتظاهرين من اقتحام المقر". ومعلوم ان زوران جينجيتش زعيم الحزب الديموقراطي موجود حالياً في المانيا. وكان أدلى بتصريحات انتقد ممارسات الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش وصفتها الحكومة الصربية بأنها "خيانة لضرورات الدفاع عن الوطن ضد عدوان خارجي". وعلى صعيد اخر، وصل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان الى سكوبيا امس ترافقه زوجته ناني في زيارة لمقدونيا تستغرق 24 ساعة يتوجه بعدها اليوم الخميس الى البانيا. وتفقد انان المنطقة الحدودية لمقدونيا مع كوسوفو واطلع على اوضاع مخيمات اللاجئين كما التقى المشرفين على منظمات الاغاثة الدولية واجتمع مع كبار المسؤولين في الحكومة المقدونية. ووجه في تصريح صحافي في سكوبيا تحذيرا الى المجتمع الدولي قال فيه: "اذا لم يعد مجلس الأمن الى وضعه المرموق كمصدر وحيد للشرعية في استخدام القوة فاننا سائرون على درب الفوضى الخطيرة". وكان عبر اكثر من 1400 من البان كوسوفو الى مقدونيا عشية وصول انان ضمن موجة جديدة للنزوح، فيما توافرت معلومات ان حوالي 6 آلاف نازح آخر هم الان في طريقهم الى الحدود المقدونية. وأفاد النازحون انهم من بلدة سراتينا الواقعة على بعد 30 كيلومترا من الحدود المقدونية وانهم رحلوا عن ديارهم "بعدما تعرضوا لعنف القوات والميليشيات الصربية التي ارغمتهم على المغادرة".