بلغ عدد المواقع التي استهدفتها غارات حلف شمال الاطلسي اكثر من 50 موقعاً تتنوع بين مطارات ومواقع عسكرية ومصانع، فيما فشلت هذه الضربات في وقف او تقليل العنف المتصاعد في كوسوفو. وازداد عدد النازحين من انحاء كوسوفو. وتجمع ما لا يقل عن عشرة آلاف منهم في منطقة الحدود بين كوسوفو ومقدونيا وعجزت منظمات الاغاثة عن توفير المساعدات الضرورية العاجلة لهم. في غضون ذلك، اثنى الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش في كلمة القاها عبر تلفزيون بلغراد على "شجاعة وبطولة افراد القوات المسلحة اليوغوسلافية". وخص بالذكر العاملين في وسائل الدفاع الجوي وجنود الفيلق الثالث المرابط في كوسوفو "الذين يؤكدون المآثر الصربية ويدافعون عن بلادهم ببسالة نادرة في التصدي لعدوان الحلف الاطلسي الغاشم على الاراضي اليوغوسلافية". وكانت الحكومة اليوغوسلافية اعلنت حال الحرب واخضعت جميع المؤسسات في الدولة الى الرقابة الكاملة. كما حذرت اي شخص يحاول التلاعب في توفر المواد الاستهلاكية او افشاء الاسرار العسكرية ومساعدة المعتدين. واعلنت الحكومة قراراً بطرد كل المصورين والصحافيين الذين يحملون جنسيات الدول الاحدى عشرة المشاركة في العمليات الاطلسية ضد يوغوسلافيا. واعلنت قيادة الجيش اليوغوسلافي ظهر امس انه نتيجة للضربات الجوية الاطلسية فقد قتل 10 عسكريين وخمسة مدنيين بينما جرح 38 عسكرياً و35 مدنياً. غير ان رئيس الاركان الروسي الجنرال اناتولي كفاشفين قدر عدد القتلى بسبعين والجرحى باكثر من 220. مأساة الالبان واستمرت عمليات القوات الصربية في انحاء اقليم كوسوفو من دون ان تستطيع الضربات الجوية ان تؤثر عليها. وذكر شهود ان ما لا يقل عن عشر قرى الى الشمال من بريشتينا، ظلت تحترق طيلة يوم امس بسبب قصف المدفعية والدبابات الصربية. ووصف مسؤول المركز الاعلامي لألبان كوسوفو الحال في مكالمة هاتفية مع "الحياة" من بريشتينا ان "الوضع الراهن يؤكد ان من الضروري ان تنزل قوات تابعة للحلف الاطلسي في انحاء الاقليم لوضع حد للمجازر التي ينفذها الصرب". وأضاف المسؤول الالباني ان "اجهزة الامن الصربية تدهم البيوت في العاصمة بريشتينا وتعتقل السكان الابرياء وتطلق نيران اسلحتها الرشاشة بحجة انه توجد مقاومة". وأكد ان ما لا يقل عن مئة الف الباني تركوا ديارهم في شمال الاقليم وغربه خلال سبعة ايام ونهبت واحرقت القوات والميليشيات الصربية منازلهم. وشاهدت "الحياة" صباح امس حوالى خمسة آلاف الباني عبروا الحدود الى مقدونيا وهم يفترشون الارض في وضع مأسوي بانتظار مساعدات منظمات الاغاثة. وذكرت امينة ياشاري وهي امرأة في الخمسين من عمرها انها قضت ثلاثة ايام مشياً على الاقدام حتى وصلت الحدود وان الشرطة الصربية اخذت منها 250 ماركاً المانياً كانت بحوزتها. واشارت الى ان عدداً كبيراً من الألبان لا يزال في طوابير امام النقطة الحدودية الصربية في حدود الاقليم. ويرفض الصرب انتقال اي منهم الى مقدونيا "ما لم يدفع ضريبة العبور بالماركات". وشهدت العاصمة المقدونية سكوبيا امس تظاهرة شعبية كبيرة امام السفارة الاميركية وطالب المشاركون فيها بوقف ضربات الحلف الاطلسي على يوغوسلافيا. كما رفع المتظاهرون يافطات طالبت بسحب قوات الحلف الاطلسي الموجودة في مقدونيا. وفتحت مراكز التطوع في سكوبيا والعديد من المدن المقدونية لمساعدة الصرب بالقتال ومهمات الدفاع المدني. وأكد رئيس الوزراء المقدوني ليوبتشو غورغيفسكي امس ان حكومته لن تسمح للحلف الاطلسي باستخدام الاراضي والاجواء المقدونية في العمليات العسكرية ضد صربيا وكوسوفو. وقررت مقدونيا اغلاق اجوائها امام كافة انواع الطيران بسبب الاوضاع الراهنة في صربيا. وانتقل مئات الصحافيين الذين يحملون جنسيات دول الحلف الاطلسي المشاركة في العمليات ضد يوغوسلافيا الى مقدونيا بعد ان طردتهم حكومة بلغراد.