شددت مقدونيا من اجراءاتها على الحدود مع كوسوفو لمنع مزيد من نازحي الاقليم من العبور الى أراضيها، فيما تظاهر اللاجئون الألبان في المخيمات المقدونية احتجاجاً على العنف الذي تمارسه الشرطة ضدهم. وجاء احتجاج اللاجئين في مخيم ستانكوفيتس شمال غرب العاصمة المقدونية سكوبيا الذي يضم أكثر من 50 ألفاً من ألبان كوسوفو، بعدما اعتقلت الشرطة الصربية التي تتولى الأمن في المخيم اثنين من اللاجئين وتعرضا للضرب أمس الاثنين. وردد المتظاهرون هتافات أشادت بجيش تحرير كوسوفو وطالبوا حلف شمال الأطلسي بالاشراف على الشؤون الأمنية في مخيمات اللاجئين في مقدونيا. وواصلت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ترحيل ألبان كوسوفو الموجودين في مقدونيا الى البانيا ودول أخرى. وأفادت الناطقة باسم المفوضية باولا غيديني ان الترحيل "تم لارضاء الحكومة المقدونية واقناعها بفتح حدودها أمام النازحين الذين ينتظرون السماح لهم بالعبور من الاقليم". وطلبت وزارة الداخلية المقدونية من منظمات الاغاثة الدولية "ترحيل ما لا يقل عن مئة ألف لاجئ من بين حوالى 239 ألف شخص من ألبان كوسوفو يتواجدون في المخيمات والبيوت في مقدونيا". وحسبما اعلنته الوزارة فإنه جرى ترحيل نحو 42 ألف لاجئ من الأراضي المقدونية حتى الآن وهو عدد بعيد جداً عما تطالب به سكوبيا. وأكدت الوزارة ان مقدونيا "لا يمكن أن تفتح حدودها لعبور المزيد من النازحين إذا لم تتوفر ضمانات دولية لعدم بقائهم في أراضيها". ومن جهة أخرى، تجمع أكثر من خمسة آلاف متظاهر في وسط العاصمة المقدونية احتجاجاً على الضربات التي يشنها حلف شمال الأطلسي ضد يوغوسلافيا. ورفع المتظاهرون شعارات طالبت بمغادرة قوات الحلف الأطلسي الأراضي المقدونية. ووصفت الرئيس الأميركي بيل كلينتون بأنه نازي. وعلى صعيد آخر، أعربت رئيسة مفوضية حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة ماري روبنسون عن شكوكها في تحقيق عمليات الحلف الأطلسي على يوغوسلافيا أهدافها الانسانية "بسبب الاصابات الجسيمة التي لحقت بالمدنيين". وقالت أثناء زيارتها لجمهورية الجبل الأسود: "اني اؤيد وجهة النظر التي ترى ضرورة التحقيق مع كل الأطراف المشتركة في الصراع وبما فيها الحلف الأطلسي، في شأن ارتكاب جرائم حرب". وأكد رئيس حكومة البان كوسوفو الموقتة هاشم تاتشي انه "لن يلتزم بأي شيء يوقعه ابراهيم روغوفا محلياً ودولياً باسم ألبان الاقليم". وأوضح في حديث الى اذاعة تيرانا أمس انه يحق لروغوفا التحدث فقط باسم حزبه "الاتحاد الديموقراطي لألبان كوسوفو" في شأن مواقفه من حل مشكلة كوسوفو "اما الشعب الالباني فلن يقبل بأي تسوية للاقليم في اطار يوغوسلافيا". ودعا تاتشي الدول الغربية الى "عدم وقف الهجمات الأطلسية حتى يعترف الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش بالاستقلال التام لكوسوفو وانهاء الأزمة القائمة". وأضاف ان جيش تحرير كوسوفو "سيواصل القتال ضد القوات الصربية حتى يتم طردها بصورة كاملة من كل أنحاء الاقليم".