أكدت مصادر أردنية موثوق بها، أمس، ان وزير الخارجية الأردني عبدالإله الخطيب سيلتقي نظيره السوري فاروق الشرع في عمان في العاشر من الشهر الجاري في أول لقاء من نوعه في سياق "فتح صفحة جديدة" في العلاقات الثنائية بعد سنوات من شبه قطيعة بين البلدين. وقالت المصادر لپ"الحياة" ان لقاء وزيري الخارجية سيليه اجتماع تعقده اللجنة العليا الأردنية - السورية المشتركة في دمشق برئاسة رئيسي الوزراء للبحث في سبل تطوير التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري. واشارت المصادر الى ان السلطات السورية قدمت مزيداً من التسهيلات الحدودية لعبور المواطنين الأردنيين الى سورية، مشيرة الى انه تم اختصار المسافة بين عمانودمشق بحيث "لا تستغرق الرحلة من الأردن الى العاصمة السورية أكثر من ساعتين". ونوهت المصادر بوجود "روح جديدة ودفء" في العلاقات بين البلدين في اعقاب اللقاء الذي تم بين العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين والدكتور بشار الأسد نجل الرئيس السوري، الذي زار عمان الشهر الماضي لتقديم تعازيه بوفاة العاهل الأردني الملك حسين. وكان الرئيس السوري حافظ الأسد شارك في تشييع جثمان الملك الراحل وتعزية أفراد العائلة الهاشمية في فبراير شباط الماضي. واعتبر مصدر حسن الاطلاع ان الوضع الحالي يشكل "صفحة جديدة لا علاقة لها بالماضي" الذي شهد حقبة من التوتر والبرود في العلاقات السياسية استمرت سنوات عدة. ويرجع مراقبون بذور القطيعة السابقة بين البلدين الى الحرب العراقية - الايرانية ثم حرب الخليج الثانية والمواقف المتباينة ازاء تطبيع العلاقات مع اسرائيل. وذكرت مصادر مطلعة ان الزيارة الخاصة التي قام بها رئيس الديوان الملكي السيد عبدالكريم الكباريتي الى دمشق خلال اجازة عيد الأضحى تمت بناء على توجيهات من الملك عبدالله بهدف المساهمة في تمهيد الطريق لتعزيز العلاقات الثنائية قبيل الزيارة الرسمية التي سيقوم بها العاهل الأردني الى دمشق في اطار جولة عربية تبدأ الاسبوع المقبل. وقالت المصادر ان بشار الأسد "ترك انطباعاً في غاية الايجابية" لدى الملك عبدالله خلال اللقاء الذي تم في عمان. وأشارت الى ان العاهل الأردني أبلغ عدداً من الزعماء العرب والاجانب الذين استفسروا عن انطباعاته عن نجل الرئيس السوري بأنه "يتمتع بحس سياسي وانساني ينسجم مع متطلبات الانفتاح على العالم".