اعطى لقاء الدكتور بشار الأسد والعاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين بعداً اضافياً إلى الاجتماعات الشاملة السورية - الأردنية التي رأسها العاهل الاردني والرئيس حافظ الاسد وتخللها اجتماعان مغلقان اقتصرا على الاسد وعبدالله. وفي خطوة لافتة، بثت "الوكالة السورية للأنباء" سانا ان الدكتور بشار زار مساء أول من أمس الملك الاردني في مقر اقامته مرحباً به ومتمنياً له طيب الاقامة. وجرى خلال اللقاء تبادل الآراء حول عدد من الموضوعات. ونشرت الصحف الرسمية السورية في صدر صفحاتها صورة للقاء الملك عبدالله والدكتور بشار. وقالت مصادر أردنية ل"الحياة" إن "العلاقة المميزة" التي نشأت بين عبدالله وبشار 34 سنة تضيف "بعداً خاصاً إلى العلاقات الثنائية التي بادر الرئيس الأسد بكسر برودها عندما زار عمّان قبل شهرين". وزادت ان الملك عبدالله يرى في نجل الأسد "مشروعاً طموحاً للتجديد، واستراتيجياً من نوع فريد يشبه اباه الى حد المطابقة". واختتم الاسد وعبدالله محادثاتهما أمس باجتماع مغلق عقد في قصر "الشعب" في دمشق. وأعلن الناطق الرئاسي السيد جبران كورية انهما "استكملا بحث المواضيع التي تطرقا اليها أول من أمس، والمتعلقة بالأوضاع العربية والاقليمية والدولية وبتطوير العلاقات الثنائىة بين البلدين الشقيقين". واتفق الطرفان في جلسة المحادثات الموسعة التي رأسها رئيسا الوزراء السوري المهندس محمود الزعبي والاردني عبدالرؤوف الروابدة على عقد اجتماع اللجنة العليا في نهاية الشهرالمقبل. ونقلت مصادر رسمية عن الروابدة تأكيده أن معاهدة وادي عربة التي "فرضت على الاردن لظروف معينة" لن تكون "أبداً على حساب" سورية. وعُقدت امس اجتماعات ثنائية بين الوزراء المختصين للتوصل إلى "صوغ تفاصيل التنسيق الشامل في المجالات كافة". وقالت مصادر رسمية ان اجتماعاً رسمياً عقد بين وزيري الداخلية السوري محمد حربة والاردني نايف القاضي تناول "سبل تعزيز العلاقات الثنائية واموراً تهم البلدين". وأوضحت مصادر المجتمعين ل"الحياة" ان "الحديث تركز على موضوعي المعتقلين الأردنيين في السجون السورية، والاختراقات الأمنية الإسرائىلية في الساحة الاردنية". وزادت:"في مقابل التوصل إلى حل لمشكلة المعتقلين، فإن الجانب الأردني تعهد عدم جعل أرضه منطلقاً لأي عمل يهدد الامن السوري". وزادت المصادر الرسمية السورية ان وزير الخارجية السوري فاروق الشرع والأردني عبدالإله الخطيب عقدا اجتماعاً منفرداً ل"بحث الاوضاع العربية الراهنة والعلاقات الثنائىة وسبل تطويرها". ووصف الملك عبدالله، في حديث الى الوفد الصحافي الذي رافقه في عودته الى عمان، العلاقة مع سورية بأنها "متميزة"، مؤكداً ان صفحة جديدة فتحت بين البلدين ومتوقعاً "كل الخير في المستقبل والأبواب كلها مفتوحة امامنا". وقال ان الرئيس حافظ الأسد "متحمس لتعزيز العلاقات بين البلدين". وسئل عن لقائه الدكتور بشار، فأجاب: "لقاؤنا بلا رسميات وهو مثل أخي". ووصفه بأنه "ذكي جداً تألفه عندما تشاهده للمرة الأولى". وكشف انه سيزور عمان قريباً. كما ان الملك عبدالله سيزور دمشق زيارة "غير رسمية للتعرف على سورية اكثر". وسئل عن احتمال ان يزور الرئيس الأسد عمان، فأجاب: "اتفقنا على تبادل الزيارات من دون رسميات". ورداً على سؤال يتعلق بمدى تأثير العلاقة مع دمشق بالعلاقة مع اسرائيل، قال "نحن بلد منفتح على الجميع". وذكر انه سيقوم بجولة في الشهر المقبل تشمل الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا وبلجيكا، واضاف انه لم توجه اليه دعوة لزيارة اسرائيل. وعن العراق قال العاهل الأردني "اننا نشعر بمعاناة الشعب العراقي"، مشيراً الى ان وجهة النظر الأردنية في هذه المسألة "هي وجهة النظر نفسها لاخواننا في سورية".