زار الدكتور بشار الأسد عمان، أمس، وقدم التعازي الى الملك عبدالله بن الحسين بوفاة المغفور له الملك حسين. وقالت مصادر ان احاديث العاهل الاردني والدكتور بشار تناولت "تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين". ووضعت المصادر هذه الزيارة اطار "فتح صفحة جديدة" بين سورية والاردن، باعتبار انها تضمنت جلسة محادثات. وعلى صعيد آخر، اشارت مصادر عربية مطلعة الى وجود اتصالات سورية - اردنية ل "البحث في احتمال عقد اجتماع للجنة العليا المشتركة" التي لم تعقد منذ توقيع الاردن على اتفاق وادي عربة مع اسرائىل. ورأى مراقبون في عمان في توقيت الخطوة السورية التي جرت قبل ثلاثة ايام من زيارة رئيس الوزراء الاسرائىلي بنيامين نتانياهو الى عمان، رغبة في ابعاد الاردن عن اسرائىل. وفي خطوة لافتة، بثت "الوكالة السورية للانباء" سانا امس تقريراً مفصلاً عن مراسم الاستقبال والوداع للدكتور بشار 34 سنة في اول زيارة خارجية له بعد زيارتيه الى بيروت لتهنئة الرئيس اميل لحود بانتخابه في تشرين الاول اكتوبر الماضي. وجاء في تقرير "سانا" ان كلاً من رئيس مجلس الاعيان زيد الرفاعي ووزيري الاشغال ناصر اللوزي والداخلية نايف القاضي ووزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء سميح بينو كانوا في استقبال الدكتور بشار، في حين كان في وداعه في مطار عمان العسكري الملك عبدالله وعدد من كبار المسؤولين. واشارت الوكالة الرسمية الى ان نجل الرئيس السوري توجه بعد وصوله الى الاضرحة الملكية وقرأ الفاتحة على روح الملك حسين، وانتقل بعد ذلك الى قصر "بيت البركة" وعقد جلسة محادثات استمرت ساعة ونصف الساعة بعدما قدم تعازيه الحارة. ونقل الى العاهل الأردني "تحيات الرئيس حافظ الأسد وتمنياته الاخوية الصادقة". وأعرب الملك عبدالله "عن بالغ شكره وتقديره على المبادرة الكريمة وحمله تحياته الى أخيه الرئيس حافظ الأسد وشكره وامتنانه على مشاركة سيادته في تشييع جثمان الراحل الكبير وتمنياته له بالصحة والسعادة". رسالة دعم واعتبرت الأوساط السياسية في عمان الزيارة "رسالة واضحة تؤكد دعم سورية للعهد الجديد في الأردن" مشيرة الى ان نجل الرئيس السوري "ينتمي لجيل القياديين الشباب الذين يرقبون بأمل عهد الملك الشاب". ورأت هذه الأوساط ان الرئيس الأسد أنهى، بمشاركته في تشييع جثمان الملك حسين جفاء ابتدأ مع توقيع الأردن لمعاهدة السلام مع اسرائيل عام 1994. وحرص الأسد على تأكيد دعمه للملك عبدالله بن الحسين في لقائهما بعد أداء مراسم التشييع. ومع ان العلاقات الأردنية - السورية مرت في مراحل مد وجزر إلا أن العلاقة الشخصية بين عائلة الملك حسين والرئيس السوري ظلت قائمة وتجسّد ذلك في مشاركة معظم أفراد العائلة المالكة في تقديم العزاء للرئيس السوري في وفاة نجله البكر باسل الأسد. وكان الدكتور بشار الاسد اعرب في اول مقابلة صحافية نشرت اخيراً عن استعداده لقبول "اي منصب" تكلّفه به "القيادة او القواعد" في حزب "البعث" الحاكم باعتبار ان ذلك "حقي كعضو في الحزب"، وقال: "لدي افكار كثيرة في سائر المجالات، وطموحي ايضاً ان ارى هذه الافكار وقد تحققت"، لافتاً الى سعيه الدائم الى "تطبيق القانون" في سورية.