بغداد، واشنطن - رويترز، ا ف ب، ق ن أ - رفض العراق اقتراحات الأممالمتحدة بشأن نزع السلاح والعقوبات امس، قائلاً إن حكومته لم تستشر فيها. وقال طه ياسين رمضان نائب الرئيس العراقي للصحافيين في افتتاح معرض للمنتجات الصناعية إن بلاده اعلنت موقفها بالفعل ازاء اللجان التابعة للأمم المتحدة واقتراحاتها، وهو ان العراق لن يلتزم بأي قرار يتخذ من دون التشاور مع الجانب العراقي. وأكد رمضان مجدداً مطلب العراق برفع غير مشروط للعقوبات التي تفرضها عليه الاممالمتحدة منذ ثمانية أعوام بعد غزوه الكويت عام 1990. ودعا نائب الرئيس كذلك الى وقف "العدوان" الاميركي والبريطاني على العراق. وتهاجم طائرات اميركية وبريطانية ترقب منطقتي حظر طيران في شمال العراق وجنوبه أهدافاً عسكرية عراقية منذ كانون الاول ديسمبر الماضي عندما بدأ العراق في تحدي الحظر. وينتقد العراق حظر الطيران الذي يفرضه عليه الغرب من جانب واحد قائلاً إنه غير مشروع ويعد انتهاكا لمجاله الجوي. وفي الاسبوع الماضي بدأ مجلس الامن أول سلسلة من المناقشات لتوصيات ثلاث لجان تابعة للأمم المتحدة بشأن نزع السلاح والعقوبات والغارات الاميركية البريطانية ومصير اكثر من 600 كويتي وغيرهم مفقودين منذ حرب الخليج عام 1991. وخلصت لجنة نزع السلاح الى ان غالبية اسلحة العراق الخطيرة وليس كلها دمرت، وطالبت بارسال مفتشين جدد عن السلاح في اطار نظام مراقبة جديد، في حين يقول العراق إنه خال من أسلحة الدمار الشامل وان الوقت حان لرفع العقوبات. الى ذلك، حضت صحيفة "الثورة" العراقيةالأممالمتحدة والجامعة العربية أمس على التدخل لوقف الغارات الأميركية والبريطانية على العراق. وأوضحت "الثورة" الناطقة باسم حزب البعث الحاكم ان "الأمانة العامة للأمم المتحدة ليست معذورة في صمتها وتجاهلها"، معتبرة ان هذا الصمت يمثل "مجاملة واضحة للمعتدين الأميركيين والبريطانيين". وأضافت ان الجامعة العربية "عادت أيضاً الى الصمت والسكون في حين أن العدوان على العراق يومي مستمر وصواريخ الطائرات الأميركية والبريطانية لم تتوقف يوماً واحداً عن قتل المواطنين العراقيين وتدمير ممتلكاتهم". وأضافت "نرى ان يتم ضغط على الأمانة العامة للأمم المتحدة لكي تتحرك لدى مجلس الأمن حتى يقوم بواجبه تجاه الخرق الفاضح للمواثيق والقرارات الدولية وأولها قراراته ذاتها". وأكدت "الثورة" ان "العراق سيظل يقاوم العدوان الأميركي - البريطاني بشكله هذا وبأشكاله الأخرى حتى يعود للمعتدين صوابهم ويدركوا تماماً ان العدوان المستمر لن يتعب هذا البلد العريق العظيم". من جهة أخرى، توجه الى بغداد أمس وفد من المنظمة الأميركية "أصوات في البرية"، لنقل شحنة من الأدوية للأطفال العراقيين. ويتألف وفد المنظمة التي تتخذ من مدينة شيكاغو الأميركية مقراً لها من 18 عضواً من المواطنين الأميركيين. وقال ني غولدر عضو الوفد ان الزيارة تهدف الى "نقل شحنة من الأدوية للأطفال الذين يعانون من العقوبات الدولية لأنهم لا يستطيعون الحصول على الأدوية كما تهدف الى لفت انتباه العالم الى حجم تلك المعاناة عن طريق القيام علناً بخرق القانون الأميركي بالذهاب الى العراق ونقل أدوية اليه". وأشار في تصريح بثته اذاعة "صوت أميركا" الى أن هذه الرحلة هي الثانية والعشرون التي تقوم بها وفود من المنظمة للعراق منذ العام 1996 تاريخ تأسيس المنظمة بهدف شن حملة ترمي الى رفع العقوبات الدولية المفروضة على العراق.