بغداد، عمان، نيويورك - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - اتهم وزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف رئيس اللجنة الخاصة المكلفة نزع أسلحة الدمار الشامل "اونسكوم" ريتشارد بتلر بطرح "افتراضات تثير تشويشاً يؤدي الى تضليل الرأي العام". وأعلن ان الوقت حان لتقدم اللجنة بسرعة تقريرها النهائي الى مجلس الأمن "كي يستطيع المجلس تنفيذ التزاماته" برفع الحظر عن العراق. وكان الصحاف يتحدث في عمان قبيل مغادرته الى نيويورك امس، بعد يوم على اعلان بتلر من سيدني انه سيعرض "خريطة" على العراق تحدد مطالب معينة بما يمكن من تقديم توصية برفع الحظر في تشرين الأول اكتوبر المقبل اذا لبت بغداد هذه المطالب وقدمت معلومات للجنة الخاصة. "خلط أوراق" وذكر بتلر أول من أمس ان معلومات جديدة ستعرض على مجلس الأمن في الثالث من حزيران يونيو تتضمن نقاطاً كانت سرية وصوراً التقطتها طائرات التجسس الاميركية "يو - 2". وأضاف ان هذه المعلومات ستعرض على الصحاف في نيويورك هذا الاسبوع. ورد الوزير قائلاً ان "الجانب العراقي كان ولا يزال يطالب اللجنة بأن تقدم كل ما لديها من أدلة مزعومة ليتسنى للعراق الرد عليها"، وزاد انه سيوضح في نيويورك ان بلاده "لا تخفي أي سلاح محظور وأي معدات لصنع هذه الأسلحة" مضيفاً ان العراق "سيجيب عن الأسئلة والايضاحات حول نزع الأسلحة المحظورة والتي ستقدمها له اللجنة الخاصة، وسيرد بكل وضوح على اي محاولة للجنة لخلط الأوراق، أو أي مزاعم لا علاقة لها بمتطلبات القرار 687 الخاصة بنزع السلاح". وشدد الصحاف على ان "المطلوب هو ان تعترف اللجنة الخاصة بأن عملها الخاص بمرحلة نزع السلاح اكتمل منذ مدة، وان الوقت حان لتقدم بسرعة تقريرها النهائي الى مجلس الأمن كي يستطيع تنفيذ التزاماته تجاه العراق". ونبه الى ان "تصريحات السفير بتلر التي أدلى بها في سيدني تستند الى افتراضات غير قائمة على أساس، وبالتالي تخلق تشويشاً يضلل الرأي العام". ومما ورد في تصريحات بتلر التي حدد فيها للمرة الأولى موعداً محتملاً لتقديم توصية برفع الحظر عن العراق اقتراحه "ان نتقاسم كل شيء مع العراقيين ومجلس الأمن، نضع خريطة ونقول للعراقيين المطلوب منهم، وسنبلغهم ما نحتاج ان نعطي عنه تقريراً وافياً في ما يتعلق بصواريخهم والأسلحة الكيماوية والبيولوجية التي انتجوا منها عدداً لا بأس به في الماضي. سنطلب منهم العمل معنا وتمكيني من الذهاب الى المجلس في تشرين الأول لأقول ان المهمة انجزت". انان... وعودة العراق وكان فرد ايكهارد الناطق باسم الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان علق مساء أول من أمس على تصريحات رئيس "اونسكوم" مؤكداً ان انان "يشعر بأن الأسلوب الاكثر انفتاحاً الذي وعد به بتلر جيد لعملية" تنفيذ العراق التزاماته بما يؤدي الى رفع الحظر. وزاد ان "الأمين العام يحبذ ما من شأنه ان يقربنا من الامتثال الكامل ثم رفع العقوبات". ولفت الى ان "تبادل الآراء" بين الصحاف واعضاء مجلس الأمن "وتكثيف الجهود" قد يؤديان الى الاقتراب من تحقيق "الأهداف المنشودة" وهي "نزع السلاح ورفع العقوبات وعودة العراق الى الأسرة الدولية". الى ذلك توقع مسؤولون في الاممالمتحدة ان تعرض على انان مطلع الاسبوع المقبل الخطة العراقية الجديدة لتوزيع الأغذية والأدوية في اطار المرحلة الرابعة من تطبيق اتفاق "النفط للغذاء" التي تبدأ في 4 حزيران يونيو. على صعيد آخر قدم العراق شكوى الى الأمين العام للأمم المتحدة يطالب فيها بريطانيا بدفع تعويضات عن أضرار أكد أنها نجمت عن استخدام القوات البريطانية قذائف "يورانيوم مستنفد" خلال حرب الخليج. وجدد مطالبته المنظمة الدولية بالسماح له باستيراد قطع غيار لاصلاح منشآته النفطية بهدف زيادة صادراته النفطية بموجب اتفاق "النفط للغذاء". وللمرة الأولى منذ فرض الحظر على العراق، يزور بغداد وفد عماني يضم 26 رجل أعمال لابرام عقود من أجل تصدير سلع عمانية الى العراق بموجب "النفط للغذاء". وتزامن وصول الوفد مع وجود وفد جزائري في بغداد، يرأسه وزير التجارة بختي بلعايب.