بغداد - أ ف ب، رويترز - قال الرئيس صدام حسين امس ان فرض التحالف الغربي منطقتي الحظر الجوي فوق شمال العراق وجنوبه "عملية عدوانية تنتهك رغبة الشعب العربي والشعب العراقي الذي يرفضها ويصر على مقاومتها بكل شجاعة". ونقلت "وكالة الأنباء العراقية" الرسمية عن صدام قوله خلال اجتماع لمجلس الوزراء لم تحدد متى عقد، ان منطقتي الحظر "انتهاكات فاضحة للقوانين والمعاهدات والأعراف الدولية، بخاصة ميثاق الأممالمتحدة". و حملت بغداد بعنف على الكويت وتوقعت تصعيداً في المواجهة مع اميركا وبريطانيا، مجددة اصرارها على التصدي للطائرات الاميركية والبريطانية التي تنفذ طلعات فوق شمال العراق وجنوبه لفرض منطقتي الحظر الجوي. وذكر مصدر ديبلوماسي غربي في العاصمة العراقية امس ان بغداد طلبت في شكل غير رسمي من الأممالمتحدة سحب موظفيها الاميركيين والبريطانيين مؤكدة انها لا تستطيع ضمان سلامتهم. ورفض الناطق باسم المنظمة الدولية في العراق جورج سوميرويل تأكيد النبأ قائلاً: "ننتظر مذكرة مكتوبة من الحكومة العراقية". وأشار الى ان هناك حوالى 12 اميركياً وبريطانياً يعملون في الوكالات الانسانية للأمم المتحدة في العراق من اصل حوالى 400 شخص. وقال المصدر الديبلوماسي الغربي ان العراق طلب ايضاً رحيل المسؤولين عن عمليات نزع الالغام في المناطق الكردية في الشمال، متهماً اياهم بپ"العمل لحساب جهات معادية للعراق". الى ذلك كتبت صحيفة "الثورة" الناطقة باسم حزب "البعث" امس ان "العراق لن يتنازل عن حقوقه القانونية المشروعة وسيستمر في مواجهة العدوان بكل حزم، ويرفض ما هو غير قانوني من الاجراءات الاميركية والبريطانية، بما لديه من قوة وعزيمة، ويتصدى للمتطاولين على سيادته والمتآمرين على سلامته الاقليمية". وشددت على ان "العدوان العسكري الاميركي - البريطاني على العراق لم يتوقف بل هو مستمر حتى اليوم"، مشيرة الى ان "طائرات المعتدين الاميركيين والبريطانيين تخرق حرمة الاجواء العراقية انطلاقاً من قواعدها في الكويت وتركيا، وتقصف اهدافاً عراقية وتقتل من تقتل من المواطنين وتدمر ما تدمر". ونددت "الثورة" بموقف مجلس الأمن، مؤكدة ان "اعادة الاعتبار للمجلس لا تتحقق الا بادانة العدوان الاميركي - البريطاني ادانة صريحة وتحميل المعتدين وشركائهم في الكويت المسؤولية الكاملة عنه، والزامهم دفع تعويضات كاملة للعراق". ودعت صحيفة "القادسية" الدول العربية ومجلس الأمن الى "مطالبة المعتدين بوقف عدوانهم وتحميلهم مسؤولية العدوان الصارخ". واعتبرت "استمرار الانتهاك الاميركي والبريطاني للاجواء العراقية استمراراً للعدوان على العراق وعلى الأمة العربية، وتهديداً جدياً للأمن القومي العربي برمته".