يقدّم غاليري "تراث" في الرياض مجموعة من أعمال الفنان التشكيلي العراقي خالد كاظم ثامر. ومن الملاحظ في أعماله أن كل لوحة تحمل رسالة تعبيرية تختلف عن غيرها من اللوحات. فالفنان يستند الى التعبير المتعدد بتنويعه ومزجه بين الثقافة العراقية الأولى والثقافة الجديدة. واستعانته بالتاريخ تختزل الزمن من خلال رموز الحضارتين البابلية والسومرية. يقول الفنان خالد ثامر: "حاولت في هذه الأعمال ان اعالج مشكلة جمالية تخص النوع ولا تخص تقاليد الرسم وأستمد بعض مفرداتي من المشاهد القديمة البابلية والسومرية". ويحاول خالد ثامر اجتياز محنة الرسم التقليدي معتمداً التقنية الفنية والدمج تشكيلياً بين روح الكرافيك والرولييف. واستلهام الحضارة العريقة التي تمثلها الرموز السومرية والبابلية لا يأتي متكاملاً في لوحات خالد ثامر وإنما يتفكك عبر الرموز ويتوزع في محيط اللوحة، وتأتي الشخصيات المرسومة وملامح الوجوه ممزقة الأجزاء وكأن تفكيك ملامح تلك الرموز ونثرها في قلب اللوحة يوحيان بحال التمزق التي يعيشها الانسان العراقي. فالفنان يصوّر مأساة العزلة التي يعيشها العراق والعراقيون، وتأتي الألوان بدرجات مختلفة يختلط فيها الرماد بالجمر أحياناً ويتوقد الجمر أحياناً أخرى خارجاً من ظلمة الفحم. وتختلف درجات النار التي تطفئها الألوان البحرية التي يستخدمها الفنان ويخففها بزرقة تميل الى اللون البنفسجي الفاتح تعبيراً عن شكل من الاحباط القاطن في ذات الفنان العراقي عندما لا يتمكن من أن يكون طائراًيهاجر حيث يشاء ويعود متى يريد. ومضامين خالد ثامر تختصر معنى الألم المنهمر في قاع النفس الى ابداع حر يتطلع الى الأمل المعمر من خلال رموز تراثية صنعت لنفسها حضارة باقية. وعن طريقته في استلهام التراث يقول خالد ثامر: "استلهام التراث ليس اعتماداً على ما أبدعه السلف من أشكال بعينها وتقديم تلك المضامين بروحها، بل هو اعادة الصياغة من الأساس شكلاً ولوناً وحجماً لتعكس مضامين جديدة بروح معاصرة"، على إن استعادة التراث تفترض الإبداع والوعي الجمالي.