بغداد، أنقرة، مدريد - "الحياة"، أ ف ب - تكهن فرانك ريتشياردوني، المنسق الاميركي مع المعارضة العراقية، بأن تغيير النظام في العراق سيتم ب "انقلاب عسكري" موضحاً ان بلاده ليس لديها "اي مرشح بديل" لخلافة الرئيس صدام حسين. واوضح الديبلوماسي الاميركي، في مقابلة نشرتها صحيفة "ملييت" التركية في عددها الصادر امس، غداة مغادرته الى واشنطن ليمارس مهمته الجديدة، ان "نظاماً عسكرياً سيكون في السلطة لبعض الوقت بعد الانقلاب" الذي وصفه بأنه سيكون "مفاجئاً وغير متوقع". واضاف "بالطبع سيكون هناك صراع على السلطة لبعض الوقت، ولكن الخطر سيكون اكبر اذا لم يفعل شيء". وقال "مهمتي لا تقتصر على اطاحة الرئيس صدام، فنحن نريد مساعدة الشعب العراقي على تحويل العراق الى بلد يعيش بسلام مع جيرانه". وحين سئل عما اذا كانت مهمته تعدّ تدخلاً في الشؤون الداخلية للعراق اجاب: "هل نستطيع اغماض أعيننا عن بلد يجري فيه القتل، والشعب يتألم؟" واضاف "نريد مساعدة الشعب العراقي على استبدال نظامه"، واستبعد ان يؤدي التدخل الى تمزيق العراق وقال: "مخاطر تقسيم العراق تقارب الصفر". الى ذلك اكد نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان ان الحظر المفروض على العراق منذ 1990 لن يرفع ابداً طالما ان الولاياتالمتحدة وبريطانيا تسيطران على مجلس الامن. وقال امام الصحافيين ليل الاحد - الاثنين ان "الحصار المفروض على العراق لن يرفع من قبل مجلس الامن بصيغته الحالية ليس الآن ولا بعد ستة اشهر، طالما ان اميركا وبريطانيا تسيطران على مجلس الامن فلا يمكن رفع الحصار" المفروض منذ اكثر من ثمانية اعوام. واضاف انه "أياً كان تصرف العراق فلا يمكن رفع الحصار الا عن طريق الركوع الكامل لاميركا وبريطانيا. وليس لدينا هكذا استعداد. ولذا لا نتوقع ان يرفع الحصار عن طريق مجلس الامن". ودعا رمضان الذي ادلى بهذه التصريحات في ختام لقائه مع المشاركين في المهرجان التضامني العربي مع العراق، الدول العربية الى "ان تخرق الحصار وخاصة بعد ان اعلنت اميركا اهدافها بتغيير القيادة العراقية". واستطرد ان "العراق ومن اجل نسيان الماضي وبدء صفحة جديدة اعلن استعداده للحوار مع البلدان العربية لكن وفق صيغة عربية لا تكون للايادي الاجنبية اي دور فيها". اسبانيا واعتبر وزير الخارجية الاسباني ابيل ماتوتيس ان حل المشكلة العراقية يكمن في دمج العراق في المجتمع الدولي وليس من خلال عمليات القصف التي تقوم بها الولاياتالمتحدة لهذا البلد. وذكر في مقابلة مع شبكة التلفزيون الخاصة "انتنا 3" ان "القصف لا يؤدي الى نتائج جيدة … الطريق الآخر افضل وذلك يعني ضم العراق الى المجموعة الدولية". واضاف ان اسبانيا "في صدد القيام بتحرك لاقناع العراق بضرورة التعاون مع المجموعة الدولية". وطالب ممثلو 875 منظمة ونقابة مهنية عربية وفدوا من اكثر من عشرة بلدان عربية "الحكومات العربية بالرفع الفوري للحصار عن العراق باعتباره مهمة قومية". وندد المشاركون في بيان تبنوه اول من امس ونشرت نصه الصحف العراقية امس "بالعدوان الاميركي وطالبوا مجلس الامن بوقف هذا العدوان"، وعبروا عن عدم رضاهم عن نتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب الاخير في القاهرة واعتبروها "لا تلبي الحد الادنى لطموحات الشارع العربي بل كانت غطاء شرعياً لاستمرار العدوان على العراق".