سرّعت الاتصالات بقوى المعارضة العراقية التي أجراها المنسق الأميركي ل "المرحلة الانتقالية" في العراق فرانك ريتشياردوني في لندن أول من أمس التحضيرات الجارية في العاصمة البريطانية لعقد أكثر من مؤتمر للأحزاب والشخصيات المستقلة، إذ تنشط الحركة الملكية الدستورية و"المجلس العراقي الحر" والمستقلون في الدعوة إلى لقاء شامل لمواكبة التحرك الأميركي من أجل تغيير النظام في العراق، والتوجهات الاقليمية المنسجمة معه. ويرافق ريتشياردوني مساعد وزيرة الخارجية الأميركية مارتن انديك في زيارته للكويت اليوم. وعلى رغم تأكيده لممثلي التنظيمات العراقية المعارضة وشخصيات أخرى خلال اجتماع أول من أمس الذي عقد في السفارة الأميركية في لندن، جدية التوجهات الأميركية "الجديدة" لتغيير النظام العراقي، نقل رئيس اتحاد الديموقراطيين العراقيين الدكتور محمد الظاهر عن ريتشياردوني قوله إن "قانون تحرير العراق" كان "خطأ فادحاً ارتكبه الرئيس بيل كلينتون تحت ضغط الكونغرس". وكان الديبلوماسي الأميركي شدد على أن الكرة في ملعب الأحزاب العراقية المعارضة لتختار الإطار والمضمون اللازمين لتعاونها وفقاً للمبادئ الخمسة التي حددتها واشنطن، وفتح الباب أمام توسيع قائمة الفصائل السبعة التي اختارتها واشنطن لتسلمها مساعدات عسكرية ولوجستية أو العمل معها بمفردها، إذ أكد ان "ضيق الوقت وضغط العامل السياسي كان وراء الاقتصار على سبعة فصائل فقط". دعوات لالغاء الحظر في المقابل، برزت خلال اجتماع السفارة الأميركية في لندن دعوات إلى الالغاء الفوري للحظر من دون قيد أو شرط. وقال ل "الحياة" موفق الربيعي، وهو إحدى الشخصيات المستقلة التي شاركت في الاجتماع مع المسؤول الأميركي عن التحول في العراق، إن "الحصار يؤذي الشعب أكثر مما يؤذي النظام". وانتقد الربيعي الضربات العسكرية التي "تستهدف تهديم البنية التحتية للعراق"، وأبلغ ريتشياردوني أنه "إذا لم تكن هنالك خطة متكاملة، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، لاسقاط النظام، لا معنى لهذه الضربات". الاكراد صامتون وعلمت "الحياة" من مصادر الاجتماع ان ممثلي الحزبين الكرديين الرئيسيين لم يساهما في المناقشات، وقالت المصادر إن ممثلي الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني اكتفيا بتسجيل الملاحظات. وفيما عبر تنظيمان آخران شاركا في اللقاء عن رغبتهما في الانضمام فوراً إلى قائمة الفصائل السبعة، رفضت تنظيمات أخرى حضور الاجتماع على رغم المساعي التي بذلها ريتشياردوني لاقناعها بذلك. وقال الدكتور محمد الظاهر، رئيس اتحاد الديموقراطيين العراقيين، أحد التنظيمات التي رفضت المشاركة في الاجتماع، ل "الحياة" إنه أبلغ ريتشياردوني أنه لا يرى جدوى من الحضور "لا سيما أن ليس ثمة جديد في جعبة الولاياتالمتحدة". وتابع انه لمس لدى ريتشياردوني، الذي اتصل به هاتفياً لاقناعه بالحضور، شعوراً بأن آلية "قانون تحرير العراق" ربما ليس أفضل الصيغ للعمل لاسقاط النظام العراقي، مؤكداً أن ريتشياردوني عبر عن اعتقاده ان هذا "القانون خطأ فادح ارتكبه الرئيس كلينتون تحت ضغط الكونغرس". وأشار إلى أن "ريتشياردوني قال إنه يشعر ان هذا القانون لن يكون الأساس الوحيد لعملنا لاسقاط النظام، لأنه اقر لترضية اعضاء الكونغرس"، ولم يستبعد المسؤول الأميركي تجميد القانون مستقبلاً.