بغداد، أنقرة، لندن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - شدد نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان على استعداد بغداد للاستمرار في الحوار مع الدول العربية التي ترغب في ذلك، لكنه انتقد نتائج الاجتماع الوزاري العربي وهاجم الحكومات العربية. واكد ان العراق سيواصل التصدي للطائرات الاميركية والبريطانية التي "تنتهك مجاله الجوي". وخلافاً لما كان متوقعاً امتنع المجلس الوطني البرلمان العراقي عن تقديم توصية الى القيادة العراقية بسحب الاعتراف بترسيم الحدود العراقية - الكويتية، على رغم تصعيده مع السعودية والكويت. وأكد طه ياسين رمضان ليل الثلثاء - الاربعاء ان العراق "سيستمر في الحوار" مع الدول العربية التي ترغب في الحوار معه على رغم رفضه قرارات المجلس الوزاري العربي. وقال في حديث الى "قناة العراق الفضائية": "على رغم ما صدر عن الاجتماع التشاوري الوزاري فان العراق سيستمر في الحوار مع كل من يريد الحوار من الحكومات العربية في اطار التكامل العربي ووحدة الامة العربية وقوتها واستقلالها والدفاع عن سيادتها". وتابع ان "العراق سيبقى جزءاً من الامة وضمن دائرتها القومية ومواقف البعض تجاهه لن تنعكس على تصرفاته وسلوكه وسيبقى ضمن منهجه للتضامن القومي العربي". واضاف ان "العراق مستمر في الحوار لازالة الصورة القائمة والطريقة المشبوهة التي تسهل مهمة اعداء الامة العربية". ورأى ان "ان الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب لم يعقد من اجل التوصل الى صيغة تخدم الامة العربية وانما لفك عزلة اميركا بعد عدوانها الاخير ولاعطائها ضوءاً أخضر عربياً وغطاء لمواصلة عدوانها على العراق". وتناول المبادرتين الروسية والفرنسية في مجلس الامن مؤكداً انها "مشاريع مطروحة للحوار والمناقشة وليست مشاريع متكاملة" وزاد: "هناك مبدأ يجب ان يؤخذ في الاعتبار في اي مشروع وهو الاشارة الى رفع الحصار في شكل واضح ودقيق وسليم وان يدان العدوان وان تحمّل مسؤولية الدول المعتدية مسؤولية الاضرار التي لحقت بالعراق. وتعهد مواصلة "التصدي بكل الامكانات والوسائل الممكنة" للطائرات الاميركية والبريطانية التي تحلّق في شمال العراقوجنوبه لفرض الحظر الجوي. واعلنت الولاياتالمتحدة الثلثاء انها وسعت دائرة الاهداف التي ستقصفها في العراق غداة قصف منطقة البصرة. وقال مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي صموئيل بيرغر ان كل مكونات الدفاعات العراقية المضادة للطائرات ستعتبر اهدافاً يمكن الطائرات الاميركية قصفها. الى ذلك قرر اعضاء البرلمان العراقي "مطالبة الانظمة العربية برفع الحصار من جانبها فوراً وادانة العدوان الاميركي منطقتي حظر الطيران اللتين فرضتهما اميركا وبريطانيا خلافاً للقانون الدولي ولميثاق الاممالمتحدة". وحرص المجلس الوطني العراقي على ان "يؤكد مجدداً للعالم وللعرب خصوصاً انه سيستمر في اتخاذ المواقف الايجابية من اي موقف عربي او دولي يدين العدوان ويقرر رفع الحصار والغاء منطقتي الحظر الجوي وتعويض العراق عن خسائره". وجرى تبني قرارات المجلس برفع الايدي في نهاية جلسة طارئة استمرت يومين. ولم يشر بيان المجلس الى مطالبة بعض اعضائه بسحب اعتراف العراق بالكويت وترسيم الحدود بين الدولتين. تركيا وكررت تركيا قلقها من الازمة العراقية ورغبتها في المساهمة في منع التصعيد بين بغداد وواشنطن. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية التركية سيرمت اتاجنلي في لقاء مع الصحافيين في انقرة: "اننا قلقون من الاتجاه الى تصعيد في الوضع في العراق". ولفت الى ان "تركيا تريد المساهمة في اعداد ارضية ملائمة لايجاد حل للازمة العراقية". واوضح ان بلاده "التي تعاني من هذا التوتر، تأمل بأن يحترم العراق قرارات الاممالمتحدة من اجل الحؤول دون تصعيد في المنطقة". واشار الناطق الى ان الوزارة "باشرت تحضيراتها الهادفة الى ايجاد حل" موضحاً ان "مشاورات ستجرى مع الولاياتالمتحدة بهذا الخصوص". تونس واعربت تونس عن اسفها واستنكارها للقصف الاميركي على مدينة البصرة في جنوبالعراق الذي اوقع ضحايا مدنيين. ونقلت وكالة الانباء التونسية عن مصدر مأذون له في الخارجية التونسية ان "هذا الاعتداء غير المبرر يأتي فوراً بعد اجتماع وزراء الخارجية العرب الذين دعوا الى اعتماد الحل الديبلوماسي لتطبيق قرارت مجلس الامن". ودعت تونس المجتمع الدولي الى "العمل لخفض التوتر في المنطقة وانهاء آلام الشعب العراقي بسرعة". من جهة اخرى اكد دنيس هاليداي المنسق السابق لبرنامج "النفط للغذاء" في العراق في مقابلة نشرتها صحيفة "غارديان" امس ان العقوبات المفروضة على العراق تؤدي الى وفاة ستة آلاف شخص كل شهر. وقال: "بعد ثمانية اعوام علينا ان نعتبر هذه العقوبات شكلاً من اشكال الحرب".