بدأ وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف أمس الخميس جولة تشمل بلغراد وتيرانا، سعياً الى ايجاد حل للعقدة المستعصية بين الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش والولاياتالمتحدة، في شأن نشر قوات أجنبية في اقليم كوسوفو. وكان المبعوث الأميركي الخاص الى البلقان ريتشارد هولبروك، أخفق في اقناع ميلوشيفيتش بالانتشار العسكري للحلف الأطلسي في كوسوفو. لكن ديبلوماسيين في بلغراد اعتبروا ان الباب لم يغلق نهائياً، اعتماداً على اشارة هولبروك الى استعداده للعودة الى بلغراد اذا ارتأت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت ذلك. وظهرت مؤشرات جديدة على استعداد بلغراد للقبول بتقسيم كوسوفو بين الصرب والألبان، فيما عادت وسائل الاعلام الصربية الى دعوة السكان للاستعداد من أجل مواجهة محتملة مع الولاياتالمتحدة. وأفادت ميرا ماركوفيتش عقيلة الرئيس ميلوشيفيتش ان الصرب "سيدافعون بكل ما لديهم من وسائل في معارك ضارية ضد أي عدوان خارجي ولن يستسلموا كما فعل اليهود في الحرب العالمية الثانية". ووصفت ماركوفيتش التي تتزعم حزب اليسار اليوغوسلافي الموحد الشيوعي، الولاياتالمتحدة بأنها "هتلر جديد يقود عمليات انتهاك حقوق الانسان والاعتداء على دول صغيرة". وقالت في تجمع جماهيري في بلغراد: "اننا أقوى من أن يرغمنا الأميركيون على ابرام اتفاق مع الارهابيين الألبان وحلف شمال الأطلسي الذي يلوح بالقوة والتهديد". وفي كوسوفو، استمر القتال العنيف. وأفاد مراقبون دوليون زاروا احدى القرى الألبانية جنوب الاقليم التي هاجمتها القوات الصربية ان القرية "دمرت بشكل كامل". وأعرب عاملون في وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن قلقهم على مصير المئات من سكان الاقليم الذين لجأوا الى الغابات القريبة من حدود البانيا ومقدونيا في ظل درجة حرارة متدنية بلغت حد التجمد، "بعدما دمر القصف الصربي قراهم". ووصل وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف الى بلغراد أمس، بعدما توقف في العاصمة الألبانية تيرانا في مهمة وصفها تلفزيون بلغراد بأنها "تخص فكرة روسية تدعو الى نشر قوات من دول منظمة الأمن والتعاون الأوروبية في كوسوفو". وأكدت الخارجية الروسية ان ايفانوف سيسلم الى الرئيس الألباني رجب ميداني رسالة من يلتسن تدعوه الى زيارة موسكو قريباً. كما يسلم رسالة أخرى الى ميلوشيفيتش. وكان المبعوث الأميركي الخاص ريتشارد هولبروك غادر بلغراد أمس بعد جولتين فاشلتين من المحادثات مع الرئيس اليوغوسلافي. وصرح بأنه "لن يعود الى مزيد من المحادثات في بلغراد، الا إذا طلبت منه ذلك وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت". وفسر المراقبون تصريحه بأنه يحمل معه حلولا وسطية من ميلوشيفيتش وسيعرضها على الادارة الأميركية لتقويمها وتقرير إذا كانت جديرة بمواصلة التفاوض حولها. ونقلت صحيفة "بليتس" المستقلة الصادرة في بلغراد أمس عن نائب رئيس الوزراء اليوغوسلافي فوك دراشكوفيتش انه "يمكن تقسيم كوسوفو ادارياً الى جزئين، احدهما يمثل ثلث الأراضي للصرب بينما يكون الثلثان الباقيان من حصة الألبان والأعراق الأخرى". وأوضح دارشكوفيتش الذي كان زعيماً للمعارضة الصربية قبل مشاركته في الحكومة أواخر العام الماضي ان "فكرة تقسيم كوسوفو ليست جديدة وكان الرئيس ميلوشيفيتش بحثها مع وزير الخارجية اليوناني السابق تيودوروس بنغالوس". من جهة أبلغ المركز الاعلامي الالباني في بريشتينا "الحياة" هاتفياً ان الألبان "لم يفصحوا بعد عن موقفهم في شأن قبول خطة السلام أو رفضها وان القرار يتوقف على الأمر الذي سيتخذه جيش تحرير كوسوفو".