رفضت مصادر جيش تحرير كوسوفو الاتفاق الذي توصل اليه المبعوث الاميركي ريتشارد هولبروك بعقد اجتماع غداً الجمعة في بلغراد بين الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش وزعيم الالبان ابراهيم روغوفا. وابلغ مصدر مسؤول في هذا التنظيم "الحياة" في اتصال هاتفي ان هذا الموقف "جاء بناء على قرار قيادته الرافض نتائج اي محادثات لا يشترك فيها ممثلون عنها بصورة متكافئة مع الاطراف الاخرى كافة كي يمنعوا السياسيين من ابرام اتفاقات تنتقص من هدف الاستقلال". ووصف المصدر موافقة روغوفا على الاجتماع مع ميلوشيفيتش وفق الخطة التي وضعها هولبروك بأنها"عمل جنوني لم يكن يعتقد احد ان اي الباني سيقدم عليه بعد سبع سنوات من المعاناة الشديدة من اجل الاستقلال وتحمل الظروف القاسية التي ارغمت اكثر من نصف مليون الباني غالبيتهم من الشباب على مغادرة وطنهم". واشار مصدر جيش تحرير كوسوفو الى الالبان الذين ظل يحضهم روغوفا وغيره من الزعماء السياسيين على الصبر والتضحية من اجل الاستقلال "لا يمكن ان يسمحوا لأحد منهم ان يجتمع ويتفق خارج ارادتهم وسيقاومون بكل ضراوة اي حل لا ينص صراحة على الاستقلال الذي جعلوه خيارهم الوحيد في الاستفتاء الشعبي عام 1991". وأكد المصدر ان مقاتلي جيش تحرير كوسوفو الذين جعلوا الكفاح المسلح سبيلاً الى الحسم "تمكنوا بسرعة من تحرير مساحات كبيرة من الاقليم وسيصعدون عملياتهم العسكرية البطولية حتى يتم افشال كل المساومات والوصول الى ارغام الصرب على التخلي عن احتلالهم كوسوفو نهائياً". وكان هولبروك افلح في تحقيق بوادر انفراج في الازمة القائمة بين الصرب والالبان في شأن اقليم كوسوفو بعدما تمكن من التحضير للاجتماع بين ميلوشيفيتش وروغوفا. واوضح المبعوث الاميركي في تصريح صحافي صباح امس الاربعاء بعد محادثات مع ميلوشيفيتش استغرقت تسع ساعات ان اجتماع بلغراد سيكون من دون شروط مسبقة "ويهدف الى وضع اسس حوار بين حكومة بلغراد وممثلي البان كوسوفو تستمر فيه اللقاءات اسبوعياً في مدينة بريشتينا او اي مكان آخر يتفق الطرفان عليه". واضاف هولبروك انه "سيتم الطلب من مجموعة الاتصال الدولية عقد اجتماع عاجل لمناقشة التقدم الذي حدث في مواقف الجانبين اليوغوسلافي والالباني". واشار المبعوثان الى ان دولة البانيا ليست قادرة على السيطرة على حدودها مع يوغوسلافيا ومنع تهريب الاسلحة "ما يجعل مسألة حماية الحدود الالبانية موضوع بحث في اجتماع مجموعة الاتصال". ووصف الرئيس الاميركي بيل كلينتون ما توصل اليه هولبروك بأنه "خطوة حكيمة في حل الصراع الشديد في كوسوفو". يذكر ان الموفد الاميركي الذي حقق الاتفاق كان خلال اجتماعاته في بلغراد وبريشتينا وتيرانا على اتصال دائم مع الرئيس كلينتون ووزيرة الخارجية مادلين اولبرايت.