عاد العراب الاميركي للسلام في البلقان ريتشارد هولبروك الى المنطقة في محاولة لوقف القتال في كوسوفو وتحريك المفاوضات بين حكومة بلغراد وزعماء الألبان في الاقليم. وحذر المسؤول الاميركي من "حرب شاملة" في البلقان. وتزامنت مهمة هولبروك الذي عيّن أخيراً سفيراً لبلاده في الأممالمتحدة مع وساطة روسية يقوم بها نائبا وزير الخارجية الروسي نيكولاي افانسيفسكي والكسندر افدييف، شملت لقاءات مع المسؤولين في بلغراد وبريشتينا وتيرانا وسكوبيا. ووصف رئيس الوفد الألباني للمفاوضات مع الصرب فهمي اغاني الجهود الروسية بأنها "غير متكاملة ولا يمكن ان تحقق عودة النازحين الى ديارهم واستئناف المفاوضات". وأوضح في تصريح له امس الثلثاء في بريشتينا ان "الوساطة في موسكو ينبغي ان تطالب بسحب القوات الصربية الخاصة التي تستخدم الارهاب ضد السكان المدنيين في كوسوفو". وكان المبعوث الروسي افدييف افاد في تيرانا ان "جيش تحرير كوسوفو يعرقل عملية السلام ويمنع الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش من سحب القوات العسكرية الصربية من كوسوفو". ومن جانبه حذر رئيس الوزراء الألباني فاتوس نانو من ان بلاده اصبحت على شفير الحرب مع يوغوسلافيا المجاورة "لأن خطورة الوضع في كوسوفو يمكن ان تتحول الى حرب حقيقية تشمل البانيا". وناشد نانو حلف شمال الاطلسي التدخل في مشكلة كوسوفو. وكشف النقاب في تصريحه الذي نقلته اذاعة تيرانا امس عن ان حكومته "أجرت اتصالات مع حركة المقاومة الالبانية في كوسوفو" في اشارة الى جيش تحرير كوسوفو. واجرى المبعوث الاميركي ريتشارد هولبروك محادثات أمس في سكوبيا مع كل من الرئيس المقدوني كيرو غليغوروف ورئيس وزرائه برانكو تسرفنكوفسكي تناولت الخلافات بين مقدونيا واليونان في شأن الاسم الرسمي لجمهورية "مقدونيا" الذي تعترض عليه اثينا باعتباره "خاصاً بمنطقة شمال اليونان المجاورة للحدود المقدونية التي تحمل الاسم ذاته". والتقى هولبروك أمس في سكوبيا الزعيم السياسي لألبان كوسوفو ابراهيم روغوفا الذي كان في طريقه الى بروكسيل تلبية لدعوة حلف شمال الاطلسي للاجتماع مع قيادة الحلف اليوم الأربعاء "للبحث في الوضع الأمني في الاقليم واحتمالات تدخل قوات الحلف لوقف تصاعد الصراع في منطقة البلقان". وقال هولبروك في تصريح في سكوبياً: "جئت الى المنطقة لاستخدام كافة الوسائل الممكنة لإنهاء أزمة كوسوفو ومنع اتساع الصراع الى البلدان المجاورة للاقليم". وأوضح ان الولاياتالمتحدة "لا تشجع استقلال اقليم كوسوفو وانما تدعم حل المشكلة في داخل الاتحاد اليوغوسلافي". ويواصل هولبروك اليوم الأربعاء جولته البلقانية الحالية بزيارة بلغراد وبريشتينا. ووصف الأمين العام لحلف شمال الاطلسي خافيير سولانا الوضع في كوسوفو بأنه خطير جداً "يحتم على الحلف اتخاذ اجراءات لإنهاء التطهير العرقي في هذا الاقليم". وأضاف في كلمة القاها أمام مسؤولين سياسيين وعسكريين رفيعي المستوى في فيينا "ان الضغوط السياسية والعسكرية والاقتصادية كانت ناجعة في حل مشكلة البوسنة ولا يوجد أي سبب يمنع التعامل مع مشكلة كوسوفو بالأسلوب ذاته". ودعا سولانا المجتمع الدولي الى خلق الظروف الملائمة لايجاد مفاوضات جدية من اجل التوصل الى تسوية سياسية، لكنه شدد على انه "إذا استمر العنف في كوسوفو فإن اتخاذ اجراء حاسم أمر لا مفر منه". وبخصوص الوضع الميداني، تواصل القتال العنيف في وسط اقليم كوسوفو وغربه وذكر المركز الاعلامي الالباني في بريشتينا "ان القوات الصربية اطلقت في اليومين الماضيين ما معدله 500 قذيفة مدفعية على قرية سمونيتسا القريبة من الحدود مع البانيا واقامت نقاط مراقبة لمنع النازحين من مغادرة الاقليم". وذكر المركز ان القوات الصربية شرعت بإقامة معسكرات اعتقال للسكان الألبان في كوسوفو على غرار ما حدث في البوسنة