هوليوود - "الحياة" - ما الذي كانت النتيجة ستكون عليه لو ان المشروع الذي بدأ سلفادور دالي، ووالت ديزني العمل عليه معاً، في العام 1946، انجز وصار فيلماً حقيقياً؟ هذا السؤال يشغل اليوم بال الكثير من محبي ديزني، ومن المعجبين بالرسام السوريالي غريب الاطوار. فالمشروع في طريقه الى ان يعود الى الحياة، تحت رعاية ابن أخ ولدت ديزني وبتمويل من شركته، بعد ان ظل طي الادراج اكثر من خمسين عاماً. والخبر نفسه على أية حال غريب، اذ ان قلة من هواة السينما فقط كانت تعرف انه كان ثمة مشروع فيلم مشترك بين الاسباني دالي والاميركي ديزني. ولقد ولد ذلك المشروع في مخيلة دالي بعد ان شاهد واحداً من أجمل انتاجات ديزني "فانتازيا". اذ يومها تخيل على الفور رسوماً متحركة تقدم صورة غير معهودة لمكي ماوس، صورة تنتمي الى سوريالية دالي اكثر مما تنتمي الى ترفيهية ديزني. وكان من المفروض بالشريط ان يبدأ بكميات من النمل تملأ الشاشة ثم تصعد الى رأس الفأر ميكي الذي تنتفخ أذناه الكبيرتان، حتى تتبخران لتحل محلهما شجرة يجلس في أعلاها دونالد داك. للوهلة الأولى اعجبت الفكرة يومها والت ديزني وتم رسم الاسكتشات الأولية وحققت صور ل18 ثانية من زمن الفيلم الذي أطلق عليهم اسم "دستينو" المصير. ولكن في لحظة من اللحظات وقع الخلاف بين الرجلين. اذ، في حين كان دالي يريد ان يواصل الفيلم طابعه السوريالي ولا يعود مجرد فيلم للصغار، كان ديزني يريد من تدخل دالي ان يكون شكلياً فقط. وهكذا فرط المشروع وتباعد الرجلان، وان كان دالي قد بقي يعلن اعجابه بأفلام ميكي ماوس، معتبراً إياها مصدر إلهام حقيقي. واليوم، ها هو المشروع ينهي من جديد، فهل يتحقق وتتعالج فيه ذكرى ديزني مع ذكرى دالي؟