سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الهيئة الاسلامية العليا طالبت بتأجيل وضع حجر الأساس لمسجد شهاب الدين . البطريرك صباح: إغلاق الكنائس احتجاج على قرار الحكومة الاسرائيلية زرع الفتن في الناصرة
ارتسمت علامات الحيرة وخيبة الامل على وجوه مئات السياح والحجاج المسيحيين الذين توجهوا امس لزيارة كنيسة القيامة في البلدة العتيقة من مدينة القدسالمحتلة عندما وجدوا أبوابها موصدة في وجوههم وهم جاؤوا من مختلف انحاء العالم للصلاة والاحتفال بانتهاء الالفية الثانية لميلاد السيد المسيح. وقال سائح ياباني معبراً عن دهشته "يقولون أن الكنائس أعلنت الاضراب احتجاجاً على قرار الحكومة الاسرائيلية بناء مسجد ولكنني لا أفهم العلاقة بين هذا وذاك". ومضى يلتقط الصور أمام المكان المقدس من دون أن يتمكن من رؤية ما بداخله. ووقف عبدالقادر جودة الذي تحمل عائلته المسلمة منذ عهد صلاح الدين الايوبي مفاتيح كنيسة القيامة تعبيراً عن التآخي والمحبة بين الديانتين، وهو يحمل المفتاح بيده ويقول بحزن: "أوصدوا الابواب من الداخل، ولكننا كعهدنا دائماً سنتغلب معاً على أي فتنة تستهدف علاقاتنا الأخوية والطيبة منذ آلاف السنين، فنحن عرب قبل كل شيء". وتكرر المشهد ذاته في كنيسة المهد في مدينة بيت لحم وجميع الكنائس المسيحية في البلاد في حدث لم تشهده الاماكن المقدسة في العصر الحديث الا مرة واحدة في العام 1994 احتجاجاً على استيلاء مجموعة من المستوطنين اليهود على مبنى دير "مار الياس" في القدس. هذه المرة نفذ مجلس رؤساء الكنائس قراره اغلاق الاماكن المقدسة المسيحية احتجاجاً على قرار الحكومة الاسرائيلية بناء مسجد بالقرب من كنيسة البشارة في مدينة الناصرة على جزء من أراضي وقف اسلامية "كحل وسط" لأزمة جذورها سياسية وتظهر الآن بسبب تدخل الهيئات الدينية وكأنها "فتنة طائفية" بين مسلم ومسيحي. القرار نفذ على رغم النداء الذي وجهته الهيئة الاسلامية العليا مطالبة بتأجيل وضع حجر الاساس لمسجد "شهاب الدين" على اساس القاعدة الشرعية "درء فتنة أولى من منفعة" ودعوة مجلس بطاركة الطوائف المسيحية الفلسطينية بإلغائه، اذ لم تقبل لجنة "وقف شهاب الدين" بتأجيل وضع حجر الاساس ولا ألغى المجلس الكنائسي قرار "الاضراب". وقال غبطة بطريرك كنيسة اللاتين ميشيل صباح في مؤتمر صحفي أن اغلاق ابواب الكنائس جاء "احتجاجاً على قرار الحكومة الاسرائيلية زرع الفتنة في الناصرة"، وليس احتجاجاً على بناء مسجد أو ضد المسلمين. وقال صبّاح: "الحكومة الاسرائيلية زرعت الفتنة وعلينا معاً أن نقف في وجه هذه الفتنة". وأوضح أن بذور هذه الفتنة زرعتها السلطة الاسرائيلية قبل سنتين "عندما بقي رجال الامن الاسرائيليون يتفرجون على الاعتداء الذي حصل ضد المسيحيين عشية عيد الفصح ومعهم أوامر بأن لا يتدخلوا... قرار الاغلاق هو احتجاج على قرار اسرائيلي ولّد الفتنة وهو يستمر في تغذيتها". وأكد صبّاح أن "القضية لا تخصنا كديانة وليست لها علاقة بمسلمين أو مسيحيين بل هي قضية سياسية بين حزبين في بلدية الناصرة". وزاد "أن الاغلاق جاء لنسمع صوتنا ونقول نحن موجودون هنا، وأن كرامة المسيحي وكرامة الانسان ليست بعدده وأن الكرامة من الله وكل انسان متساو بالكرامة ومتساو أمام القانون". ورأى صباح أن الخطوة الاحتجاجية "أدت وظيفتها، والعالم الاسلامي نفسه أعلن أن ما حصل هو فتنة". وأضاف: "ليس لنا أن نعترض على بناء جامع ولكن الظروف التي حصلت جعلت من القضية فتنة والفتنة حصلت مع الاسف". وأكد المسلمون والمسيحيون على السواء أن ما حدث لن يؤثر في العلاقات التاريخية بين أبناء الديانتين، فيما علت الدعوات المطالبة بتشكيل مجلس اسلامي - مسيحي أعلى من أجل وضع حد نهائي بخصوص الفتنة في مدينة الناصرة واعادة اللحمة الى أفراد الشعب الواحد. ونقل عن الناطق الرسمي باسم الكنيسة الارثوذكسية في القدس الارشمندريت عطاالله حنا دعوته الى تشكيل هذا المجلس لمجابهة "المؤامرة التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني من مسلمين ومسيحيين في كل فلسطين من أجل اضعافنا للتحكم بمصيرنا".