أكد أمير دولة البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة تفاعل بلاده "وتعايشها مع جميع الشعوب من منطلق التسامح الديني عبر تاريخها الحضاري البعيد عندما احتضنت جميع الاديان السماوية في نهج تميز بتفهم الآخرين وإفساح المجال لهم من دون تمييز ديني أو عرقي". وأعرب الشيخ حمد، في تصريح اثر لقائه أمس مع البابا يوحنا بولس الثاني في الفاتيكان، عن سعادته بهذا اللقاء "لما تميّز البابا من تفانٍ في خدمة القضايا المصيرية التي تهم شعوب الأرض، ولما يمثله هذا اللقاء من رمز ومغزى تاريخيين". وقال: "لقد عاش الانسان المسيحي الى جانب الانسان المسلم بكل تسامح وتفاهم وتآخٍ في ظل حقوق مكفولة للجميع، وهذا ما عبّر عنه لقاؤنا بقداسة البابا من روح انسانية متفتحة". وأعلن الناطق باسم الكرسي الرسولي جواكين نافارو أ ف ب ان الشيخ حمد بن عيسى دعا البابا لزيارة البحرين. وأوضح نافارو ان "الأمير أعرب عن الرغبة في إقامة علاقات ديبلوماسية مع الكرسي الرسولي". وشكر البابا الأمير وأعرب عن "الأمل في أن تساعده العناية الالهية على القيام بهذه الزيارة". وتحادث البابا والشيخ حمد خلال اجتماعهما في قضايا السلام والأمن في العالم وما يتعلق منها بحوار الاديان والحضارات. وحضر اللقاء وزير الخارجية البحريني الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة والشيخ حمد بن ابراهيم آل خليفة. وفي ختام اللقاء تبودلت الهدايا التذكارية. وبعد هذا اللقاء، أجرى أمير البحرين محادثات مع الأمين العام لدولة الفاتيكان الكاردينال انجيلو سودانو ووزير الخارجية الاسقف جان - لوي توران. يذكر ان 30 ألف مسيحي يعيشون في البحرين من أصل 600 ألف هو عدد السكان، وغالبيتهم من الأجانب الذين يعملون في هذا البلد. ويرغب الفاتيكان في أن تفتح الدول التي تسكنها غالبية مسلمة، خصوصاً دول الخليج، أبوابها أمام الكهنة ورجال الدين الكاثوليك لخدمة الكاثوليك المقيمين في هذه الدول، على ما تفيد مصادر الفاتيكان. وشدّد أمير البحرين في تصريحه على "الرغبة المشتركة في تعميق التفاهم بين الأديان والحضارات في العالم"، مؤكداً ايضاً "الرغبة في إبراز وجه البحرين الحضاري وصوتها الداعي الى الحق والعدل والسلام والتفاهم في المحافل العالمية". وفي وقت لاحق امس وصل أمير البحرين الى لندن في زيارة عمل تستمر ثلاثة أيام يبحث خلالها مع المسؤولين البريطانيين في العلاقات الثنائية وسبل تطويرها وقضايا اقليمية ودولية. وأفادت مصادر بريطانية رسمية ان الشيخ حمد سيلتقي اليوم الملكة اليزابيث ثم يجتمع مع كل من طوني بلير رئيس الوزراء البريطاني وروبن كوك وزير الخارجية، ثم يلتقي غداً جون هون وزير الدفاع. وذكرت مصادر بريطانية ان لندن تقدر مواقف البحرين المؤيدة للسياسة البريطانية تجاه العراق خصوصاً لجهة تنفيذه كل قرارات الأممالمتحدة. وسيطلع المسؤولون البريطانيون أمير البحرين على آخر التطورات بالنسبة الى المناقشات الدائرة في مجلس الأمن في شأن مشروع القرار الخاص بالعراق.