اثينا - رويترز، أ ف ب - أعرب الرئيس الامريكي بيل كلينتون أمس عن استيائه من التظاهرات المناهضة للولايات المتحدة التي نظمها اليساريون اليونانيون احتجاجاً على زيارته لاثينا. وقال اثناء وقوفه مع ابنته تشيلسي خلال جولة سياحية "اشعر بالاسف". واجتاح المتظاهرون وسط العاصمة اليونانية، واشعلوا النار بعدد من المصارف والمتاجر، متهمين كلينتون بالتآمر مع تركيا والحلف الأطلسي ضد يوغوسلافيا واليونان. ورافقت قوات أمن شملت مجموعة من افراد مكافحة اعمال الشغب موكب كلينتون وسط المدينة صباح أمس، وقدم الياسافيت بابازوي وزير الثقافة اليوناني غصن زيتون الى كلينتون وتشيلسي في ختام جولتهما القصيرة في معبد بارثينون في الاكروبوليس. ورحب التلفزيون اليوناني بهذه اللفتة واصفا اياها بأنها "تعود بنفع كبير على اليونان" بعد الاضطرابات التي وقعت مساء الجمعة. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جو لوكهارت ان كلينتون لم يشاهد التغطية التلفزيونية للاضطرابات وسط المنطقة التجارية الرئيسية حيث أشعل المحتجون النار في مصارف وهشموا نوافذ المتاجر. وصور المحتجون كلينتون "جزار البلقان" بسبب دوره في حملة حلف شمال الاطلسي الجوية على يوغوسلافيا. وما زال اليونانيون يشعرون بالاستياء ايضاً لدعم الولاياتالمتحدة لمجلس عسكري حكم اليونان بين 1967 و1974. وانتقدت الصحف اليونانية الاضطرابات لأنها تضر بصورة اليونان واثينا. واشعلت النار في عشرة مصارف و35 متجراً، على الاقل، واحترق بعضها تماما كما لحقت اضرار بوزارة العمل والبنك المركزي. واطفأت عربات الاطفاء حرائق عدة في انحاء المدينة. واستمرت الاشتباكات متقطعة اثناء الليل. وذكرت الشرطة ان 16 شخصاً نقلوا الى المستشفيات مما القي القبض على 41 آخرين. ومضى كلينتون قدما في تنفيذ جدول اعمال زيارته القصيرة التي استمرت 24 ساعة لليونان. ووصل الى اثينا بعدما امضى خمسة ايام في تركيا حيث القى كلمة امام البرلمان في أنقرة وزار ضحايا الزلزال الذي هز البلاد وحضر قمة منظمة الامن والتعاون في اوروبا. وهددت الاضطرابات في اثينا بعرقلة مساعي كلينتون لتحقيق مصالحة بين تركيا واليونان وايجاد حل سياسي لجزيرة قبرص المقسمة. وكان الرئيس اليوناني كوستاس ستيفانوبولوس القى امام نظيره الاميركي خطاباً تميز بلهجته الحازمة حيال تركيا، منددا ب"تدابيرها العدوانية" و"العنف العسكري" التركي في قبرص. وانتقد ستيفانوبولوس بطريقة غير مباشرة الولاياتالمتحدة التي سعت الى استئناف المفاوضات غير المباشرة الشهر الماضي بين القبارصة اليونانيين والاتراك مؤكدا ان اثينا لا تريد "وساطة اشخاص لكنها تتمسك بالقانون والشرعية". وقال ستيفانوبولوس، الرئيس المحافظ الواسع الشعبية في اليونان خلال تبادل الكلمات في مأدبة عشاء تكريما لكلينتون "اذا كان يتعين حل مشكلة قبرص، فلا يمكن ان تحل إلا على اساس مبادئ العدالة والديموقراطية وليس من خلال الموافقة على العنف العسكري والامر الواقع". واضاف "ان تركيا ما زالت تحتل 38 في المئة من جمهورية قبرص، وان 180 الف قبرصي يوناني لاجئون، ويمنعون من دخول الارض التي ولدوا فيها، فيما لا يوافق دنكطاش زعيم المجموعة القبرصية التركية على اجراء محادثات".