نيقوسيا - أب، أ ف ب، رويترز - أكد الرئيس التركي سليمان ديميريل أمس السبت في نيقوسيا الشطر الشمالي ان بلاده ستواجه "أي تدخل عسكري" يوناني في قبرص وستقف دائما الى جانب القبارصة الاتراك. واوضح ديميريل أمام "البرلمان" القبرصي التركي ان "الاستعدادات لتدخل عسكري تتم تحت غطاء عقيدة الدفاع المشترك والصواريخ والقواعد العسكرية وكذلك المغامرات، لن تحمل سوى الدموع والمآسي". وكان الرئيس التركي يشير الى اتفاق الدفاع المشترك بين القبارصة اليونانيين وأثينا والى شراء قبرص صواريخ أرض - جو اس - 300 روسية. يذكر ان ديميريل أعلن الخميس ان الاقتصاد القبرصي الشمالي سيتكامل نهائياً مع الاقتصاد التركي. ووصل الرئيس التركي صباح أمس السبت الى شمال الجزيرة في أول زيارة يقوم بها رئيس دولة تركي الى جمهورية شمال قبرص التركية التي لا تعترف بها سوى أنقره منذ اعلانها في 1983. واضاف الرئيس التركي ان "قبرص لن تتحول الى كريت جديدة" في إشارة الى هذه الجزيرة اليونانية التي احتلها الاتراك تدريجا بين الاعوام 1644 و1669. وتمردت هذه الجزيرة ثلاث مرات خلال القرن التاسع عشر لتحصل في النهاية على حكم ذاتي. وبعد تمرد أخير العام 1905 انضمت فعليا الى اليونان العام 1913. ومضى ديميريل يقول "تركيا لها حقوق ومسؤوليات ومصالح دائمة في قبرص بموجب اتفاقات العام 1960" المؤسسة للجمهورية القبرصية مع تركيا واليونان وبريطانيا كدول ضامنة لهذه الاتفاقات. وقبرص مقسمة الى شطرين تركي في الشمال ويوناني في الجنوب منذ تدخل الجيش التركي العام 1974 ردا على انقلاب للقوميين القبارصة اليونانيين في نيقوسيا كان يهدف الى ضم الجزيرة الى اليونان. ولا يزال 35 ألف جندي تركي منتشرين في الشمال. وطالب ديميريل المجتمع الدولي "بأن يحل الوضع بطريقة صحيحة وعلى السلطات القبرصية اليونانية ان تقبل بوجود ادارة ودولة تتمتعان بالسيادة مثلها تماماً". وانتقد الرئيس التركي الاتحاد الاوروبي لأنه بدأ مفاوضات مع الحكومة القبرصية لانضمامها اليه معتبرا ان "هذا القرار خطأ تاريخي ولا يأخذ بعين الاعتبار المساواة السياسية بين المجموعتين في قبرص ... على الجميع ان يفهم ان الادارة القبرصية اليونانية لا يمكنها ان تمثل الجزيرة بأكملها". وشدد ديميريل على ان الاتراك "سيقفون دائما الى جانب القبارصة الاتراك ... سندعم اقتصادهم وسنشتري سلعهم". وتتلقى "جمهورية شمال قبرص التركية" مساعدة سنوية قدرها 200 مليون دولار من تركيا. وافتتح ديميريل اليوم نظاماً لتزويد الشطر التركي ماء من تركيا في بلدة سيريانوكوري كومكوي بالتركية على الساحل الشمالي. وقال زعيم القبارصة الاتراك رؤوف دنكطاش من جهته ان القبارصة الاتراك "ممتنون لتركيا دعمها. والوجود التركي سيتواصل دائما في قبرص". وتأتي زيارة ديميريل لشمال قبرص بعد شهر على زيارة الرئيس اليوناني كوستاس ستيفانوبولوس الى الشطر اليوناني للجزيرة وهي الزيارة الاولى لرئيس يوناني منذ استقلال قبرص العام 1960