أنقرة، نيويورك - أ ف ب، رويترز - افادت وكالة انباء الاناضول التركية شبه الرسمية امس ان زعيم القبارصة الاتراك رؤوف دنكطاش سيشارك في المحادثات غير المباشرة مع الرئيس القبرصي غلافكوس كليريدس التي تنظمها الاممالمتحدة في نيويورك في 3 كانون الاول ديسمبر المقبل. وكان دنكطاش رفض ليل اول من امس المشاركة في هذه المفاوضات، التي اطلقت بمبادرة من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، مبرراً رفضه بأن تغييرا طرأ على صيغة المحادثات. وقال احد مستشاريه ان هذا القرار نجم عن "التباين بين لقبي الزعيمين في تصريحات انان والرئيس الاميركي بيل كلينتون". وطالب دنكطاش بأن يعامل على قدم المساواة مع الرئيس القبرصي غلافكوس كليريدس، في حين لا تعترف الاسرة الدولية ب"جمهورية شمال قبرص التركية" التي يرأسها. وكان دنكطاش ابلغ وكالة "رويترز" في وقت سابق ان الدعوة الجديدة غير مقبولة، وان "الشكل المتفق عليه للمحادثات كان محايداً وبسيطاً يتضمن دعوة مباشرة للطرفين من دون اسماء والقاب". واضاف انه سيحضر المحادثات اذا عادت المنظمة الدولية الى الشكل الذي وافق عليه من قبل. واوضح انان الذي يزور الصين حالياً في رده على تصريح دنكطاش "يبدو ان هناك بعض اللبس بشأن البيان الذي اصدرته. دعوني اوضح ان الطرفين اتفقا على بدء محادثات في نيويورك في الثالث من كانون الاول ديسمبر للتمهيد لعقد مفاوضات ذات معنى تؤدي الى تسوية شاملة". ومن المحتمل ان يكون دنكطاش غضب من النسخة الاولية لبيان انان والتي اشارت الى كليريدس بوصفه "رئيساً" فيما اشارت اليه بلقب "السيد" دنكطاش. وعُدّل البيان ليعطي كلاً من الزعيمين لقباً محايداً من الناحية السياسية، مستخدماً تعبير "سيادته". ويصر دنكطاش على ان كليريدس ليس رئيس القبارصة الاتراك، وانه يجب ان يعقد الرجلان مفاوضات ولكن على اساس محادثات بين دولة ودولة. ويعني هذا الاعتراف بالدولة التي اعلنها القبارصة الاتراك عام 1983، والتي نُصّب دنكطاش رئيساً عليها ولم تعترف بها سوى تركيا. ومثل هذا الاعتراف سيكون مستحيلاً بشكل فعلي بالنسبة لاي زعيم للقبارصة اليونانيين. وقسمت جزيرة قبرص بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الاتراك منذ عام 1974 عندما غزت تركيا الثلث الشمالي للجزيرة رداً على انقلاب للقبارصة اليونانيين أيدته أثينا وكان يهدف الى توحيد الجزيرة مع اليونان. ولم يكتب النجاح لجهود دولية عديدة لحل القضية القبرصية.