تصل في الخامس من كانون الاول ديسمبر المقبل الى العراق "قافلة مريم الخيرية" رافعة شعار التضامن ورفع الحصار عن الشعب العراقي، ويصادف هذا التاريخ موعد الزيارة المحتملة للبابا يوحنا بولس الثاني الى العراق. في حين أشارت انباء صحافية الى عزوف الباب عن هذه الزيارة. وأفادت الاذاعة العراقية ان حشوداً ضخمة تستعد لاستقبال "قافلة مريم" التي ينظمها النائب البريطاني جورج غالاوي، لدى دخولها الى العراق قادمة من الحدود الأردنية. وتوجهت القافلة امس الى مدينة وهران في الجزائر في طريقها الى العراق. وأفاد مصدر مطلع في بغداد ان زيارة البابا، لم تتأكد رسمياً، لأن الوقت لم يحن بعد لتأكيدها، وربما يكون الاعلان عنها في وقت مبكر سبباً في بروز العقبات لها، نظراً لأهميتها العالمية، بما يمكن ان توحي به الى الرأي العام الدولي، بما لا ينسجم مع بعض التوجهات السياسية الدولية المتعلقة بالملف العراقي. وأضاف المصدر ان عدم الاعلان عن هذه الزيارة هو تأكيد لها، وإصرار عليها، والا لنفاها الفاتيكان بعدما اثارت في وسائل الاعلام الدولية ما أثارته حتى الآن. وكانت صحيفة "افينيري" الناطقة باسم الاساقفة الايطاليين ذكرت أمس ان الفاتيكان وجه رسالة الى الرئيس العراقي صدام حسين يبلغه فيها ب "وقف" التحضيرات لزيارة البابا يوحنا بولس الثاني الى اور في العراق المقررة في كانون الاول ديسمبر المقبل. وأوضحت الصحيفة ان الكرسي الرسولي اتخذ هذا القرار بعدما نشرت وكالة الانباء العراقية الرسمية نصا وضعه مثقفون عراقيون يشككون فيه بتعاطف رئيس الكنيسة الكاثوليكية مع مشاكل العراق، في حين رفض الفاتيكان التعليق رسميا على النبأ الوارد في "افينيري". واوضحت الصحيفة ان "الرسالة التي تعلن وقف التحضيرات للزيارة في طريقها الى بغداد". واكد مصدر مأذون له ان الفاتيكان مستاء بعض الشيء من النص الصادر عن المثقفين الذي نشر عبر شبكة انترنت ايضا، مشيرا الى ان الحبر الاعظم يرغب كثيرا بزيارة اور من 2 الى 5 كانون الاول المقبل. وكتبت "أفينيري" في مقالها: "قد يحاول صدام ان يلعب لعبة مزدوجة لكنه يعرف الان ان الكرسي الرسولي لا يحبذ ذلك". واضافت ان الرئيس العراقي يحاول ان يستغل زيارة البابا سياسيا. واعتبرت ان صدام حسين "اخطأ في حساباته بالطبع لان البابا لا يقبل بالاستغلال السياسي وسبق ان رفض "نصائح" الولاياتالمتحدة وبريطانيا التي طلبت منه التخلي عن زيارة العراق". وشددت الصحيفة على ان "صدام يجب ان يوافق على المغزى الديني للزيارة التي ستترك في حال تمت اثرا على مستقبل البلاد".