المجلة التلفزيونية التونسية "7/7"، التي يرأس تحريرها زميلنا خميس خياطي، تنشر في عددها الثامن عشر، نصاً حول "تلفزيون فاروق القدومي"، كتبه لها مسؤول الخارجية في السلطة الفلسطينية، المقيم في تونس، حالياً. وهنا ننشر هذا النص بالاتفاق مع الزميلة التونسية. يهتم رجل السياسة بالوقائع التاريخية والأفكار السياسية وتطورات القضايا العالمية التي تهمنا مثل: قضايا العروبة وقضايا المسلمين وقضايا الاصدقاء ومردود الاحداث العالمية عليها. لأن العالم اصبح اليوم شبكة متصلة وقصرت المسافات وخاصة بفعل شبكة "الانترنت" التي تقدم للانسان معلومات في كافة الميادين. والتلفزة تعمل على ذلك، ثم هي وسيلة من وسائل التسلية وقضاء الفراغ بالرياضة والافلام والاستكشافات… وبالتالي، التلفزة، اصبحت مادة ضرورية في حياة الانسان، تفيده في تنمية وعيه واثراء معلوماته. اني اشاهد معظم القنوات العربية. بدأً بقنوات لبنانوالأردن والمصرية، بشكل خاص. أشاهد "الجزيرة" بالرغم من النقد الذي يوجه اليها. في الحقيقة هي تناقش مسائل ربما تعجب الانسان او لا تعجبه. لكن الحرية وطرح هذه المسائل، هي وسيلة من وسائل تنمية الروح الديموقراطية وسماع الرأي المعارض وتعوّد الانسان العربي عليه. ذلك اننا لم نتوصل حتى الآن الى خلق المناخ الضروري للديموقراطية… ربما "الجزيرة" تتخطى التقاليد. بكل صراحة اقول ان الكثير من مشاكلنا تناقشه "الجزيرة"، وهو شيء يعجبني. كذلك احب برنامج "حوار العمر" أل، بي سي. اما التلفزة الفلسطينية، فهي ما زالت في بدايتها. لم تتوفر لها الفرصة والخبرة الطويلة… اشاهدها احيانا وخاصة الاخبار… ليس لها الحرية الكاملة لأن ميدان عملها محاصر من الاحتلال الاسرائيلي وعدم وجود الحرية داخل التلفزة الفلسطينية، سببه كذلك، الاحتلال الاسرائيلي. التلفزيون الاسرائيلي لا اشاهده من تونس. لكن حينما اكون في الأردن او في مصر، اشاهده احياناً وخاصة نشرة الاخبار لمعرفة الرأي الآخر. اما فيما يخص القنوات الاجنبية فانا اشاهد ال"بي. بي. سي" وال"سي. ان. ان" حينما اكون في الولاياتالمتحدة. في ما يخصني، لا اشارك في اي برنامج تلفزي ان لم يكن البث مباشراً حتى لا تكون هناك فرصة للقطع… وهو ما اعيبه على ال"ام. بي. سي" لذلك لا اعطيها اية تصريحات خشية ان تفسر تفسيرات اخرى. ما يهمني في التلفزة بشكل اساسي هو التصريحات والمناسبات السياسية. لأننا نعيش داخل قضية سياسية فلسطين وهناك مفاوضات سياسية، لذلك لا بد ان تكون الجماهير الفلسطينية والعربية على دراية بالحقائق. السياسة ليست مجرد كلام وانما هي توجيه وتعليم حتى يثق الجمهور في المسؤول السياسي وفي افعاله واقواله ووعوده. وان أخطأ عليه ان يعترف بخطئه ويشرحه. بمعنى آخر، على السياسي ان يتخلى عن ذاته وان يلتصق بالقضية ليس فقط لسماع المديح من الجماهير وهو الفخ الذي يسقط فيها العديد من السياسيين والديبلوماسيين. حتى لو صدمنا الجماهير، لا بأس بالحقائق، وان غضبت هذه الجماهير، لا بأس في ذلك، فتلك قضية هامة جداً على مستوى المصداقية التي يجب ان يحافظ عليها السياسي. التلفزات الخاصة، مثل "الجزيرة"، هامة لأن هناك آراء حرة ولا تعبر عن سياسة محددة ومعينة. لا تترك الفرصة للمحاورين ليقولوا رأيهم خاصة والصحافة المكتوبة، كثيراً ما تمنع كتابة معينة ومحددة من مسول سياسي او عسكري… مثل هذه التلفزات تبث بصراحة اقوال السياسيين والعسكريين. في العالم العربي، هناك تلفزات موجهة. ومع الأسف الشديد، ليست الأنظمة العربية ديموقراطية حتى نثق في ما تقول ثقة تامة، ربما في بعض الشيء وبعض الاخبار. التلفزات العربية متشابهة وليست حرة على الاطلاق، لأنها في خدمة الحاكم والسلطة. لكن، اعتقد ان تكاثر الفضائيات اعطى المواطن العربي امكانية المعرفة اثناء حرب العراق، كانت ال"سي. ان. ان" هي المصدر الأساسي، اما اليوم فأرى ان التلفزات العربية مثل "دبي"، "ابو ظبي" و"الكويت" و"مصر" تشير الى الاحداث العربية. وبالتالي على المواطن ان يكوّن رأيه بالمقارنة بين هذه الفضائيات. في وقت فراغي اشاهد احياناً التلفزة، لكن معظم وقت الفراغ اقضيه في القراءة. فيما يخص التلفزة، أشاهد البرامج "الكرتونية" الرسوم المتحركة والأفلام التاريخية.