يبدى الاتحاد الأوروبي جبهة سياسية ودبلوماسية ممزقة في تعامله مع الحكومة الإسرائيلية تحدّ بشكل عملي من طموحاته المعلنة في المشاركة في إدارة الصراع في الشرق الأوسط و تلحق خللا جوهريا باليات تعاون الإقليمي المطروحة مع دول المنطقة. وأخفقت الحكومات الأوروبية الأعضاء في التكتل الأوروبي السبع والعشرين وعشية اجتماعات وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل في تحديد موقف مشرك للتعامل مع الحكومة الإسرائيلية . وقررت عدة دول أوروبية تنظيم لقاءات ثنائية مع وزير الخارجية الإسرائيلي افغديور ليبرمان فيما فضلت حكومات أخرى مقاطعته وعدم الجلوس إلى جانبه ضمن مجلس الشراكة الأوروبي الإسرائيلي الذي كان مبرمجا ليوم الثلاثاء المقبل. وقال مصدر دبلوماسي أوروبي في بروكسل ان الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون قررت إلغاء مجلس الشراكة الأوروبية الإسرائيلي نزولا عند رغبة عدد من الدول الأوروبية التي تريد توجيه رسالة قلق للسلطات الإسرائيلية الرافضة لوقف أنشطة الاستيطان و لمرجعيات العملية السلمية. ولكن إسرائيل المدعومة من قبل عدد محدد من الدول الأوروبية أوفدت وزيرها للشؤون الخارجية افغيدور ليبرمان إلى العاصمة البلجيكية حيث وبعد اجتماعات له مع ممثلي ثلاثمائة منظمة يهودية عاملة في أوروبا و تمثل قوة الضغط الإسرائيلية في القارة سيعقد اجتماعات يوم غد مع وزير خارجية ألمانيا غويدو فيستفرلة الذي تعدّ بلاده الحليف الأول لإسرائيل داخل المؤسسات الأوروبية ومع وزراء خارجية ليوتانيا وهولندا وفنلندا ومالطا. كما قررت المفوضية عقد عدد من الاجتماعات مع الوزير الإسرائيلي الذي يتلقي مع نائب رئيس الجهاز التنفيذي الأوروبي انطونيو تاياني ومع برلمانيين أوروبيين في سعي واضح لشق الصفوف الأوروبية بشكل علني ومفتوح . وتقول الرئاسة الدورية الاسبانية للاتحاد الأوروبي إن مجلس الشراكة الأوروبي الإسرائيلي الذي كان مكرسا لرفع درجة العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل تم إرجاؤه وليس إلغاؤه. وتقوم فرنسا واسبانيا وألمانيا تحديدا بجهود حثيثة حاليا للإسراع في وتيرة تطوير العلاقات الأوروبية الإسرائيلية حيث التزمت برلين بموقف تقليدي مؤيد بشكل مطلق للإسرائيليين داخل المؤسسات الاتحادية الأوروبية فيما تتنافس باريس ومدريد على توجيه السياسات الأوروبية تجاه المتوسط وتراهن على إسرائيل في هذا الشق المحدد من التعامل الإقليمي الأوروبي مع دول المنطقة. وتمكنت إسرائيل وموازاة لهذه التحركات من انتزاع تنظيم لقاء بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين ناتانياهو و الرئيس البلجيكي للاتحاد الأوروبي هرمان فان رومباي يوم الأربعاء المقبل أثناء توقف رئيس الحكومة الإسرائيلية في بروكسل على طريق عودته من واشنطن. ويلتقي ناتتياهو أيضا مع رؤساء حكومات بلجيكا وهولندا وايطاليا وذلك عشية انعقاد القمة الأوروبية في بروكسل في مناورة واضحة لجرّ القادة الأوروبيين على تجنب اتخاذ أي موقف متقدم تجاه معاينة الوضع في الشرق الأوسط و تجاه رفض إسرائيل التام التعامل مع دعوات وقف الاستيطان وهو الموقف الرسمي الذي أعلن عنه وزير الخارجية الإسرائيلي في بروكسل. ويرى الدبلوماسيون ان الاتحاد الأوروبي لن يخرج مرة أخرى خلال اجتماعات وزراء الخارجية الأوروبيين من إطار الدعوات التقليدية الى استئناف المفوضات غير المباشرة والتمسك بحل الدوليتين دون طرح اية مبادرة عملية او تصور يمكن الاستناد عليه تحت تبرير عدم عرقلة الجهود الأمريكية. // انتهى //