التهديدات التي أطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أول من أمس بضرب عمق الأراضي اللبنانية كانت مدار بحث ومشاورات ضيقة بين كبار المسؤولين اللبنانيين. وقالت مصادر قريبة الى رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص الذي يتولى حقيبة الخارجية، ان أجواء المنافسة الانتخابية في اسرائيل تجعل هذه التهديدات موضوع مزايدة داخلية من جانب الحكومة الإسرائيلية. ولم تستبعد المصادر ان تقدم اسرائيل على عمل عسكري، في سياق هذه المزايدة، تنفيذاً لهذه التهديدات راجع ص 2. وكان نتانياهو هدد بضرب العمق اللبناني، ملمحاً الى اصابة منشآت اقتصادية، اثر اجتماع للمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، للبحث في الرد على اطلاق "حزب الله" صواريخ كاتيوشا قبل 10 أيام، بعد المجزرة التي ارتكبتها اسرائيل في البقاع وأودت بحياة 8 مدنيين بينهم 6 أطفال وأمهم. وقرر وزير الدفاع الإسرائيلي اسحق موردخاي اقامة إطار جديد برئاسته، لمناقشة الأوضاع في لبنان، يجتمع مرة كل أسبوع باشتراك قيادة الجيش الإسرائيلي ومسؤولين أمنيين. وأكدت المصادر القريبة الى الحص ان لبنان سيجري اتصالات بعيدة عن الأضواء لمحاولة لجم أي احتمال لشن اسرائيل عدواناً جديداً وللتشديد على الزام الدولة العبرية تفاهم نيسان ابريل الذي يحظر ضرب المدنيين والمنشآت المدنية. وتابعت ان المسؤولين اللبنانيين يهتمون بألا يعطي أي فريق لبناني ذريعة لإسرائيل كي تعتدي على الأراضي اللبنانية، على رغم ان اسرائيل حين تقرر لسبب ما، القيام بعمل عسكري ضد لبنان، لا تحتاج الى ذرائع، بل تخلقها. وأوضحت أن المسؤولين اللبنانيين لن يتصرفوا بهلع حيال التهديدات الإسرائيلية. وذكرت مصادر رسمية ان نتانياهو "اطلق التهديدات في وقت لم تمتنع قواته عن قصف المدنيين وانتهاك حقوق لبنان وسيادته منذ سنوات، وليس مستبعداً ان يوظف نتانياهو مجدداً التصعيد في لبنان لايجاد مناخات تخدم مصالحه مع الفريق اليهودي المتطرف". وقال مصدر وزاري لبناني رداً على سؤال لت"الحياة" هل تحتمل الولاياتالمتحدة القبول بتنفيذ اسرائيل عملاً عسكرياً ضد لبنان في ظل الاحتجاجات العربية على الضربة التي وجهتها الى العراق، إن "الضغط الأميركي على اسرائيل منعدم كما ظهر من خلال عدم التزام نتانياهو توقيعه اتفاق واي ريفر، الذي رعاه الرئيس بيل كلينتون، واسرائيل قد تستغل الضعف الأميركي من أجل تجديد محاولة فصل المسارين اللبناني والسوري، والضغط على سورية في لبنان، مما يفرض مزيداً من التنسيق مع دمشق والتحسب لكل الاحتمالات". وكان الأمين العام لپ"حزب الله" السيد حسن نصرالله علّق على تهديدات نتانياهو قائلاً: "ان الحل الوحيد لمنع تساقط الكاتيوشا في اسرائيل هو الالتزام الدقيق بتفاهم نيسان".