بدأ وزير الدفاع الإسرائيلي المقال اسحق موردخاي معركته الانتخابية كرئيس لحزب الوسط ضد رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو خلال الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء والأخيرة له في هذه الحكومة، متسلحاً بالتوراة واستطلاعات الرأي ودعم زملائه في حزب الوسط. فخلال الجلسة قرأ موردخاي، الذي اقيل من منصبه أول من أمس، مقطعاً من المزامير قال إنه "يلائم أكاذيب نتانياهو". وجاء في هذا المقطع "ان الله أخذ منك حكم إسرائيل ليعطيها لمن يتمتع بصفات أفضل منك". وغادر موردخاي جلسة الوزراء في بدايتها بعدما تحولت ساحة للشتائم. وتوجه مباشرة إلى حائط البراق المبكى للصلاة، قبل أن يتوجه كعادة اليهود الشرقيين المتدينين للقاء زعيمهم الحاخام عوفاديا يوسف وتلقي تهانيه. وعلى رغم الصفعة التي وجهها إلى موردخاي بقراءة رسالة الإقالة ببث حي ومباشر قبل خمس دقائق من موعد نشرة الأخبار المسائية الرئيسية أول من أمس في قناتي التلفزيون الإسرائيلية، بدا نتانياهو فاقد الثقة بنفسه لأنه كان من المفترض ان يقدم موردخاي استقالته في اللحظة التي يعلن فيها انضمامه إلى حزب الوسط. لكن رئيس الحكومة بادر إلى اطلاق الرصاصة الأولى خوفاً من ما يخبئه له وزيره. كما أنه لم يتوان عن اهانته في رجولته عندما قال "لا أعرف من هو صاحب القرار، هل هو اسحق أو كوكي"، في إشارة إلى زوجة الأخير، التي قال إنها طلبت منه ضمان منصب وزير الدفاع لزوجها. وجاءت ردود الفعل على قرار نتانياهو قوية، حيث وصف أحد أقطاب "الوسط" ورئيس الأركان السابق أمنون شاحاك اسلوب نتانياهو في إقالة موردخاي بأنه "فقد صوابه وإنسان غير سوي وليس أهلاً لقيادة الدولة". وقال حاييم رامون، أحد زعماء حزب العمل، إن نتانياهو ظهر مرة أخرى "كاذباً". ودعا عضو حزب العمل شلومو بن عامي إلى اجراء تصويت على إقالة نتانياهو نفسه واجراء انتخابات في غضون شهرين. وموردخاي هو وزير الدفاع الإسرائيلي الثالث الذي يقال من منصبه بعد بنحاس لافون الذي اقيل بعد فشل عملية في مصر، وارييل شارون بعد مجزرة صبرا وشاتيلا. لكن موردخاي اقيل بسبب "اجراء اتصالات سياسية مع خصوم نتانياهو". وأراد نتانياهو أن يطعن موردخاي في مصداقيته ونزاهته عندما اتهم الوزير المقال بالتفاوض مع حزب "يحاول اسقاط الحكومة التي هو عضو فيها، فيما كان يفاوض نتانياهو نفسه على تحصين مكانته وضمان منصب وزير الدفاع في كل حكومة يشكلها". وحسم نتانياهو عملياً مسألة رئاسة حزب الوسط الجديد بإقالة موردخاي، فلم يعد بامكان أقطاب الحزب الثلاثة، ومن بينهم شاحاك، خيار سوى التمسك بموردخاي ليقود الحزب في الانتخابات المقبلة. وهذا بالضبط ما قاله روني ميلو أمس عندما قال "من يرغب باستبدال نتانياهو عنوانه موردخاي وحزب الوسط". وحافظ موردخاي خلال العامين الماضيين على قنوات اتصال مفتوحة مع الولاياتالمتحدة والسلطة الفلسطينية ودول عربية. وهذا ما أقلق نتانياهو وعزز شعوره بالاهانة، خصوصاً عندما هاتف الملك حسين الوزير المقال الجمعة الماضي ودعاه إلى زيارته في الوقت الذي تجاهل فيه نتانياهو الذي أعرب عن أمله في لقاء قريب مع العاهل الأردني. ويرى محللون سياسيون إسرائيليون ان موردخاي هو الرجل الوحيد الذي من الممكن ان يكسب أصواتاً من المعسكر اليميني والمتدين خصوصاً وأن قطاعاً كبيراً من حزب شاس الديني الشرقي صوّت لمصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق اسحق رابين في انتخابات عام 1992، وأظهر استطلاع للرأي أن ثلث الإسرائيليين الذين صوتوا لنتانياهو في انتخابات 1996 سيصوتون إلى جانب موردخاي.