تعززت مكانة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو داخل حزب ليكود في ظل انسحاب أحد المرشحين لمنافسته على زعامة الحزب وضمان وقوف وزير دفاعه المتردد اسحق مردخاي الى جانبه في الانتخابات المقبلة. وأعلن رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست عوزي لانداو الذي قرر قبل نحو اسبوعين منافسة نتانياهو على رئاسة حزب ليكود سحب ترشيحه. وبرر لانداو انسحابه بقرار وزير الدفاع الاسرائيلي السابق موشيه آرنز منافسة نتانياهو هو الآخر على زعامة الحزب. وقال في مؤتمر صحافي عقده أمس الجمعة انه رشح نفسه للانتخابات لأن ثلث اعضاء الحزب يرغبون في تغيير نتانياهو، ولكن تبين له بعد دخول ارينز حلبة المنافسة أنهما كلاهما ارينز ولانداو يتنافسان على الأصوات نفسها ولذلك قرر الانسحاب لتفادي انقسامات في معسكر المعارضين لرئيس الوزراء نتانياهو داخل صفوف الحزب. وبدأ نتانياهو بتثبيت موقعه من جديد على بعد أربعة أشهر من الانتخابات. اذ تمكن في ما يبدو من ضمان وقوف وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق مردخاي الى جانبه في الانتخابات المقبلة. واكدت مصادر قريبة من نتانياهو ومردخاي ان الأخير قرر البقاء في ليكود ودعم نتانياهو في الانتخابات الداخلية والعامة مقابل تعيينه وزيراً للدفاع في الحكومة المقبلة. وقالت مصادر صحافية اسرائيلية ان الرجلين حققا "مصالحة وتمت تنقية الاجواء بينهما" خلال وجبة عشاء وسهرة مطولة في منزل مردخاي مساء الأربعاء الماضي. وأشارت مصادر قريبة من نتانياهو انه سيلتقي مردخاي مطلع الأسبوع المقبل قبل ان يعلن الأخير على الملأ أنه قرر البقاء في الحزب. وحزب ليكود ليس الساحة الوحيدة التي أعاد فيها نتانياهو الثقة به. فقد أفادت نتائج أكثر من استطلاع للرأي العام الاسرائيلي ان نتانياهو استعاد بعضاً من مكانته في صفوف الجمهور الاسرائيلي وان احتمالات حصوله على عدد أصوات مساوية لتلك التي سيحصل عليها منافسه على رئاسة الحكومة زعيم حزب العمل ايهود باراك عالية جداً. وأشارت نتائج استطلاع للرأي أجرته صحيفة "يديعوت احرونوت" الواسعة الانتشار الى ان نتانياهو سيحصل في الجولة الأولى من الانتخابات على 43 في المئة من الأصوات وباراك على 34 في المئة وامنون شاحاك حزب الوسط على 15 في المئة وبني بيغن حزب المستوطنين "حيروت" على 6 في المئة. أما في الجولة الثانية فأشار الاستطلاع الى حصول كل من نتانياهو وباراك على 43 في المئة من الأصوات. ولم يقرر 10 في المئة ممن شملهم الاستطلاع لمن سيصوتون. وأظهر استطلاع آخر أجرته صحيفة "معاريف" ايضاً تفوق نتانياهو على باراك في الجولة الأولى 38 في المئة مقابل 32 في المئة لباراك وحصول كل من شاحاك وبيغن على التوالي على 16 في المئة و8 في المئة. وحصل نتانياهو في الجولة الثانية في حال منافسته لباراك في هذا الاستطلاع على 46 في المئة مقابل 47 في المئة من الاصوات. وانتعش نتانياهو في استطلاعات الرأي العام بعدان كان وصل الى أدنى مستوى من التأييد بسبب سياسة "اقتصاد الانتخابات" التي شرع بتطبيقها لكسب أصوات شرائح اجتماعية مختلفة في الدولة العبرية، خصوصاً الفقراء. وبسبب سياسة فك الحزام الذي بدأ نتانياهو باتباعها، سيستفيد قطاع كبير من المسنين وذوي الأجور المنخفضة والمستفيدين من برامج التأمين الصحي، ما يرفع من اسهم نتانياهو التي انخفضت بسبب سياسة الخصخصة وشد الحزام التي انتهجها ضد قطاع الفقراء في الدولة العبرية. وفي المعسكر المقابل، أظهرت نتائج استطلاعات الرأي ان باراك يحافظ على الاستقرار ومنافسه المحتمل من حزب الوسط شاحاك يفقد التأييد بسبب المشاكل التي يعاني منها مع شريكه المحتمل دان مريدور الذي يرفض حتى الآن الاتفاق على اعلان مرشح واحد لحزب الوسط. وسيتعين على شاحاك بعد حل مشاكله الداخلية في حزبه التصدي لمعضلة قاسية بهدف البقاء. ولن يكون لديه خيار سوى محاولة القضم من قوة باراك في اليسار بعد ان فشل في انتزاع أصوات من معسكر اليمين الى جانبه بسبب تصريحه بأن "نتانياهو خطر على اسرائيل" الأمر الذي أهان منتخبي نتانياهو السابقين. وقريباً جداً سيجبر شاحاك على تغيير استراتيجيته من أساسها والاصطدام علناً مع سلفه في منصب رئيس أركان الجيش أو الانضمام الى معسكر باراك.