سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ليكوديون يتحدون نتانياهو من داخل الحزب وخارجه واليسار "يفرخ" احزاباً "وسطاً" . اسرائيل : تحوّل كبير في الخريطة السياسية غداة قرار تقديم موعد الانتخابات
بدأ عقد حزب ليكود بالانفراط من حول رئيسه بنيامين نتانياهو غداة مصادقة البرلمان الاسرائيلي على حل نفسه وتقديم موعد الانتخابات العامة. وأعلن النائب الاسرائيلي دان مريدور انسحابه من حزب ليكود ونيته التنافس على منصب رئيس الوزراء على رأس حزب جديد بعد ان فقد نتانياهو صدقيته. وقال مريدور في مؤتمر صحافي عقده في تل ابيب انه أراد الانسحاب من حزب ليكود قبل عام ونصف عام بعد ان قدم استقالته بصفته وزير المال في حكومة نتانياهو، الا انه لم يجد تجاوباً من أحد داخل الحزب لمساندته في منافسة نتانياهو على منصب الرئاسة. وأوضح انه توصل الى قناعة بأن "ليست هناك احتمالات لاستبدال نتانياهو داخل ليكود"، ولهذا قرر الانسحاب من الحزب وتشكيل حزب جديد. وقال ان نتانياهو الذي وصل الى اسرائيل قبل عشر سنوات فقط بات يسيطر على حزب ليكود. وهاجم مريدور - تلميذ رئيس الوزراء الأسبق اسحق شامير - بشدة نتانياهو وحمله مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في الدولة العبرية مضيفاً ان "اسرائيل تشهد أزمة زعامة خطيرة". وقال ان "أحداً لا يصدق أقوال نتانياهو، لا أعضاء الكنيست ولا أعضاء ليكود ولا خصومه ولا أصدقاءه". وحمل عضو ليكود بني بيغن من جهته على نتانياهو ونعته بالغش والمناورة. وقال بيغن، ابن رئيس الوزراء الاسبق مناحيم بيغن، ان نتانياهو "يقود ليكود الى الهاوية ومنحدرات نهر واي". وأعلن بيغن، وهو ايضاً وزير مستقيل من حكومة نتانياهو، نيته تشكيل حزب يميني متشدد يمثل "التيار الوطني" في اسرائيل، لكنه قال انه سينتظر بعض الوقت قبل اتخاذ قرار في هذا الشأن. وأعلنت مصادر في مركز حزب ليكود عن عقد اجتماع طارئ الأحد المقبل للتداول حول عدد الأعضاء الذين ينوون منافسة نتانياهو على زعامة الحزب وبالتالي خوض انتخابات منصب رئيس الوزراء. وأشارت هذه المصادر الى عزم وزيرة الاتصالات ليمور ليفنات ورئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست عوزي لانداو منافسة نتانياهو من داخل الحزب. ولم تنف مصادر قريبة من وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي احتمال ترشيح نفسه ضد نتانياهو، خصوصاً بعد ان وجه الأخير له ضربة في الصميم عندما وعد أشد خصوم موردخاي، الجنرال الاسرائيلي المتقاعد متان فلنائي، بمنصب وزير الدفاع في الحكومة المقبلة اذا ما فاز نتانياهو طبعاً. أما وزير الخارجية الاسرائيلي أرييل شارون فقد دعا الى اقامة وحدة وطنية وذلك خلال تدشينه طريقاً التفافياً يخترق شمال الضفة الغربية ويصل المستوطنات اليهودية فيها باسرائيل. وقال شارون: "يجب على الحزبين الرئيسيين الاسرائيليين تشكيل حكومة وحدة وطنية لمواجهة المرحلة المقبلة". وأضاف: "الدول العربية تطور أسلحة غير تقليدية ونحن نتشاجر على من منا سيأخذ المرتبة الأولى ومن سيأخذ المرتبة الثانية". واعرب عن اعتقاده بأن مفاوضات الحل النهائي تستوجب تشكيل هذه الحكومة. وانضم موردخاي الى دعوة شارون الى تشكيل حكومة وحدة وطنية، مشيراً الى انه حاول انجاح هذا الخيار "إلا ان أخطاء حالت دون التوصل الى اتفاق مع حزب العمل". وبدت الخارطة السياسية في الدولة العبرية مغايرة لما كانت عليه قبل بضعة أشهر ليس فقط بسبب تضعضع مكانة حزب ليكود بصفته ممثلاً لما يسمى "التيار الوطني" ضد اليسار الاسرائيلي، بل بسبب "تفريخ" هذا اليسار مزيداً من الاحزاب التي توصف بأنها أحزاب "وسط" الأمر الذي يهدد بجد حزب العمل المعارض. ويبرز في أعلى قائمة منافسي زعيم حزب العمل ايهود باراك رئيس أركان الجيش الاسرائيلي السابق أمنون شاحاك. وأشار استطلاع للرأي اجري بعد التصويت لحل الكنيست بالقراءة الأولى الى حصول نتانياهو على 40 في المئة من أصوات الاسرائيليين مقابل 44 في المئة لباراك، بينما حصل شاحاك على نسبة 49 في المئة مقابل 36 في المئة لنتانياهو. وشنت الصحف العبرية حرباً كلامية على نتانياهو لم يتعرض لها رئيس وزراء اسرائيلي من قبل، وانتقده أحد المقالات انتقاداً لاذعاً مشيراً الى العنجهية اللامتناهية التي يتعامل بها نتانياهو مع الجميع من دون استثناء. لكن محللين اسرائيليين لم يلغوا امكانية نجاح نتانياهو في الانتخابات المقبلة من خلال إعادة ثقة اليمين المتطرف بسياسته، خصوصاً وان راعي سياسة الاستيطان والمستوطنات اليهودية شارون لا يزال الى جانبه وانه نفذ ما التزم به من تعهدات في ما يتعلق بإعاقة العملية السلمية مع الفلسطينيين