القدس المحتلة - أ ف ب، رويترز - طرأت تغييرات جديدة على الخريطة السياسية الاسرائيلية استعدادا للانتخابات العامة المقبلة، اذ اُعلن ان وزير الخارجية السابق المنشق عن اليمين ديفيد ليفي وزعيم المعارضة العمالية ايهود باراك قررا تشكيل جبهة مشتركة ضد اليمين، فيما اعلن اوري سافير، احد مهندسي اتفاق اوسلو، انه سيدعم رئيس الاركان السابق امنون شاحاك في حملته الانتخابية. ومن جبهة أخرى، أعلن رئيس حزب "تسوميت" العلماني اليميني المتطرف رافائيل ايتان ترشيح نفسه لمنصب رئيس الوزراء. وذكر مصدر سياسي اسرائيلي امس ان الاتفاق المبدئي بين باراك وليفي لتشكيل جبهة مشتركة يقضي بان يدعم ليفي الذي يتزعم حزب الجسر غيشير ترشيح باراك لمنصب رئيس الحكومة. وفي المقابل سيدرج حزب العمل اسم ليفي بين الاسماء الاولى على لائحة المرشحين لشغل مقاعد في الكنيست البرلمان عن الجبهة المشتركة التي سيطلق عليها اسم "اسرائيل واحدة". كما ستدرج اسماء قادة آخرين في حزب ليفي 3 مقاعد، في مواقع متقدمة على لائحة المرشحين لضمان دخولهم الى الكنيست في الاقتراع المقبل. واعلن هذا الاتفاق اثر لقاء بين ليفي وباراك مساء اول من امس، وبقي تحديد اللائحة المشتركة ومراتب مرشحي حزب الجسر للانتخابات التي ستجري حسب نظام النسبية. وتقدير الوزن الانتخابي لليفي صعب لان حزب الجسر لم يشارك مطلقا في الانتخابات منفردا. لكن العماليين يأملون بالحصول على تأييد طبقات شعبية ابتعدت عنهم منذ عقود عدة. واشار ليفي في ختام اللقاء الى "صدقية" باراك. يذكر ان ليفي المولود لاسرة فقيرة هاجرت من المغرب الى اسرائيل عام 1957، يبلغ من العمر 61 عاما وانخرط في العمل السياسي منذ اربعين عاما عندما اصبح مندوبا لاتحاد نقابات العمال الاسرائيليين هستدروت الذي يسيطر عليه حزب العمل. والتحق بصفوف اليمين ليتولى بسرعة منصبا قياديا في تكتل "ليكود" حيث دافع عن اليهود الشرقيين. وبعد ان شغل طويلا المنصب الثاني في التكتل، اختلف مع زعيم ليكود، رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. وفي عام 1995، انسحب من الحزب الى المعارضة ليشكل حركة اهدافها اجتماعية هي حزب الجسر. من جهة اخرى، صرح اوري سافير لاذاعة الجيش امس ان "شاحاك وحده القادر على احداث التغيير في الحياة السياسية والذي يأمل الاسرائيليون به، خصوصا ان نظرتهم للاحزاب التقليدية لا تتسم بالتقدير". وشغل سافير منصب المدير العام لوزارة الخارجية الاسرائيلية خلال المفاوضات السرية مع الفلسطينيين التي افضت الى اتفاق اوسلو عام 1993. ويعتبر سافير من المقربين الى زعيم حزب العمل رئيس الوزراء السابق شمعون بيريز. وهو يتولى حاليا ادارة مركز للسلام يحمل اسم بيريز. ويتوقع مراقبون اسرائيليون ان يعلن شاحاك الاسبوع المقبل خوضه الانتخابات للفوز بمنصب رئيس الوزراء على رأس حزب وسط يضم اليه عدداً من المنشقين عن ليكود بينهم وزير المال السابق دان ميريدور. اما على جبهة اليمين، فيواجه نتانياهو منافسة جديدة من وزير في حكومته على منصب رئاسة الحكومة. اذ اعلن وزير الزراعة والبيئة رفائيل ايتان الذي كان يتولى رئاسة اركان الجيش خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982: "اريد الاستمرار في خدمة البلاد واعتقد اني قادر على خدمتها بصفتي رئيسا للوزراء". ورأى ايتان في مقابلة مع المحطة الثانية الخاصة للتلفزيون الاسرائيلي ان كل رئيس حزب يخوض معركة الانتخابات لشغل مقعد في الكنيست ينبغي ان يكون اوتوماتيكيا مرشحا لمنصب رئيس الحكومة. الى ذلك، خفف نتانياهو من شأن تلميح جاء على لسان وزير خارجيته ارييل شارون واشار فيه الى انه قد ينافسه على منصب رئيس الوزراء في الانتخابات المبكرة المزمع اجراؤها في 17 أيار مايو المقبل. وسألت الاذاعة الاسرائىلية نتانياهو ان كان يخشى منافسة شارون، وهو من اصحاب النفوذ في ليكود اليميني، فقال: "لا اعتقد ذلك0 لقد تحدثت اليوم مع وزير الخارجية. كان حديثا طيبا". واضاف: "نحن نعمل في تعاون كامل من اجل تحقيق النصر في الانتخابات واعتزم بمساعدته ومساعدة باقي الاعضاء رئاسة الحكومة مستقبلا". وسألت الاذاعة نتانياهو عن الكلمة التي يحب ان يوجهها الى وزير دفاعه اسحق موردخاي ووزيرة الاتصالات ليمور ليفنات، فقال: "اقول لهما لتبقيا في الدار ليكود". وقال معلقون انه في حال انشقاق موردخاي عن نتانياهو فسيشجع ذلك شارون على منافسة رئيس الوزراء، فيما قال موردخاي الذي انتقد من قبل اداء نتانياهو في عملية السلام انه يزن مستقبله في ليكود. وكان موردخاي قال لاذاعة الجيش الاسرائيلي عندما سئل ان كان يقترب من قرار في شأن نياته السياسية: "انني افكر". وتابع: "اليوم فانا رجل ليكود. واذا توصلت الى نتيجة مختلفة، فسأعلن ذلك". وزاد موردخاي ان نتانياهو اخطأ بتعليقه اتفاق واي ريفر للسلام مع الفلسطينيين. وتوقع معلقون سياسيون ان ينشق موردخاي وينضم الى شاحاك، فيما اظهرت استطلاعات الرأي ان باراك وشاحاك هما القادران فقط على اطاحة نتانياهو.