وافقت الحكومة اليابانية على بيع أجهزة إسكات الهواتف النقالة. ويبيح القرار لدور السينما والمسارح والصالات الموسيقية الحصول على إذن رسمي باستخدام هذه الأجهزة التي تعطل عمل الهواتف داخل مساحات محددة. وقد يدشن القرار الياباني، الذي أثار ردود أفعال في بلدان عدة، بداية حملة عالمية لمكافحة تلوث الجو بالثرثرة الهاتفية. ويضع القرار ضوابط على استخدام الهواتف النقالة في الأماكن العامة. إلاّ أن مصادر صناعات الاتصالات في بريطانيا واستراليا أعربت عن شكوكها في السماح باطلاق بيع أجهزة الإسكات مدّعية أهمية الهاتف النقال للسلامة الشخصية. الإسكات يزيد عدد الهواتف النقالة في اليابان على 39 مليوناً، أي أن واحداً من كل ثلاثة أشخاص يحمل الهاتف النقال. وتلجأ بعض المطاعم الى الطلب من الزبائن اقفال الهاتف خلال وجودهم داخل المطعم، وتحث إدارات القطارات الجمهور على عدم استخدامها داخل مقصورة جلوس الركاب. ونبه استياء الجمهور من انتشار الهواتف النقالة شركات صناعة الأجهزة الألكترونية التي سارعت الى تطوير أجهزة لاسكاتها. وتباع في الأسواق اليابانية حالياً أنواع عدة من الأجهزة التي تعطل الاتصال الناقلي ضمن البنايات، أو توقف عمله في مواقع محددة. ويشكل خطوة الحكومة اليابانية تراجعاً عن قرارها السابق بحظر استخدام أجهزة الاسكات باعتبار أنه يخالف القوانين الخاصة بعدم تشويش الاتصال اللاسلكي. وقد اضطرت الجهات المختصة الى الاستجابة لضغط الجمهور الذي يزعجه رنين الهاتف في أماكن عامة ينشد فيها الهدوء المريح. وحدد القرار الجديد الجهات المسموح لها باستخدام هذه الأجهزة ونص على عدم تجاوز تأثيرها المساحات التابعة لهذه الجهات. وتمنع أجهزة الاسكات الهواتف النقالة من ارسال المكالمات أو استقبالها. وتبث إشارات منخفضة على الموجة المخصصة للتحكم بالاتصال اللاسلكي بين الهواتف النقالة ومحطات استقبال وتحويل المكالمات. وتتيح بعض أجهزة الاسكات إقامة مواقع خاصة تسمح بالاتصال داخل المساحات التي تعرقل اتصالاتها. وتمنع بذلك الاتصال في مواقع قد تشكل خطراً على الأجهزة الطبية، مع توفير الفرصة للأطباء لتلقي المكالمات بعيداً عن هذه المواقع داخل المستشفيات. وتعلّق بعض الأجهزة على الحائط، فيما يمكن حمل أجهزة اخرى في الجيب. وتقوم شركة "نيكودو" Nikkodo في طوكيو ببيع أجهزة يمكن تعليقها على الجدران في المقاهي والمستشفيات، فيما تبيع شركة "أس آي سي" SIC، وهي من طوكيو أيضاً أجهزة إسكات شخصية تحمل في الجيب ويبلغ مدى تأثيرها ثلاثة أمتار فقط. وأبدت الشركتان اليابانيتان استعدادهما للالتزام بعدم بيع الأجهزة إلاّ للمؤسسات التي تجيزها الجهات المسؤولة. حرية الكلام ويُتوقع أن تتبنى شركات النقل الجوي أجهزة الإسكات لوقف استخدام الهاتف النقال من قبل الركاب خلال الاقلاع والهبوط، بسبب تأثير الاتصال الناقلي على اتصالات الطائرة. لكن المصادر الصناعية في لندن تستبعد قيام الجهات المسؤولة في بريطانيا واستراليا بخطوة مماثلة. إذ ذكر متحدث في "الاتحاد البريطاني لخدمات الاتصالات" التي تمثل صناعات الهاتف النقال أن اصدار تشريعات مماثلة في بريطانيا أمر مستبعد وغير ضروري. وأضاف ان ذلك يشكل انتهاكاً لحرية الكلام والاتصالات وربما عرض سلامة الأفراد للخطر. ونقلت المجلة العلمية البريطانية "نيوساينتست" عن ادارة الاتصالات الاسترالية أن أجهزة الاسكات ربما شكلت مصدراً آخر للاشعاع المايكروي الذي يُعتقد أنه يضر بالصحة. وأشار مصدر استرالي الى احتمال اصدار قرار يحظر بيع أجهزة الاسكات لأسباب عدة، بينها أثرها على تجاوز الحدود المسموح بها للاشعاع الكهروي، وانتهاكها لقدرة الناس على القيام باتصالات الطوارئ وقت الحاجة.