يسعى الوسطاء الاميركيون والروس الى عقد محادثات مباشرة بين الصرب والألبان لإنهاء القتال في اقليم كوسوفو وتطبيق الاقتراح الخاص بفترة تجريبية للحكم الذاتي لا تقل عن ثلاث سنوات. واعلنت اطراف البانية متشددة من بينها جيش تحرير كوسوفو انها ستتحدى موافقة الزعيم الالباني المعتدل ابراهيم روغوفا على الاقتراح الصربي وتقاطع كل حوار في شأنه. في غضون ذلك ذكرت صحيفة "كوخاديتورا" الالبانية الصادرة في بريشتينا امس السبت ان حوالي 40 دبابة وعربة مصفحة جديدة وصلت منذ الخميس الماضي الى اقليم كوسوفو "لتعزيز القوات الصربية التي تحاول اقتحام مزيد من القرى في انحاء الاقليم". ومن جانبها اعلنت القوات الصربية انها "استطاعت ابعاد مقاتلي جيش تحرير كوسوفو عن 6 قرى متاخمة لحدود الاقليم مع البانيا وانها ستواصل مطاردة الجماعات الارهابية". واضافت انها "قتلت ما لا يقل عن 50 عنصراً من افراد جيش تحرير كوسوفو واعتقلت 90 آخرين واستولت على كميات كبيرة من الاسلحة والذخيرة من بينها 17 رشاشاً و8 راجمات قنابل وصواريخ و59 بندقية آلية و100 قنبلة يدوية وعشرات الالغام". من جهة اخرى واصل الوسطاء الروس والاميركيون حضّ الطرفين الصربي والالباني على البدء سريعاً في محادثات لاحتواء الوضع المتدهور في اقليم كوسوفو ومعالجة مشكلة النازحين قبل حلول فصل الشتاء". وتعهد الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش خلال لقائه نائب وزير الخارجية الروسي نيكولاي افاناسيفسكي "توفير ممر آمن لعودة اللاجئين الالبان الى ديارهم". وفي بريشتينا عبّر السفير الاميركي في مقدونيا كريستوفر هيل الذي اجتمع مع زعماء الالبان ان يؤدي اقتراح الحكم الذاتي لفترة لا تقل عن ثلاث سنوات الى "تحقيق الديموقراطية والاستقرار في كوسوفو". وشدد على ضرورة ان يوقف الطرفان الصربي والالباني القتال ويدخلان في محادثات مباشرة بينهما". ومن جانبه اعلن الزعيم الالباني ابراهيم روغوفا انه يقبل اقتراح الحكم الذاتي لفترة موقتة "انطلاقاً من الحاجة الى اتفاق سياسي يوقف العنف ويعيد الحياة الى طبيعتها ويمهد لايجاد تسوية نهائية لمستقبل الاقليم". وكرر روغوفا انه "يمثّل جميع مواطني اقليم كوسوفو". وفي المقابل واصل زعيم الجناح السياسي لجيش تحرير كوسوفو حملته العنيفة على العرض الصربي للحكم الذاتي الموقت ووصف اعلان روغوفا بأنه يعبّر عن قرار الشعب الالباني في كوسوفو بأنه "ادعاء بعيد عن الواقع". وقال ديماتشي "ان روغوفا يمثّل فقط تلك القلّة من الالبان المستعدة للاستسلام في حين ان جيش التحرير يقود الأكثرية الراغبة بالنضال من اجل الحرية واقامة الدولة المستقلة في اقليم كوسوفو".