عارضت غالبية قيادات البان كوسوفو العرض الذي تقدم به الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش بمنح الاقليم حكماً ذاتياً تجريبياً لفترة معينة، فيما رحبت قلة يتزعمها ابراهيم روغوفا بالاقتراح. جاء ذلك في وقت تواصلت الهجمات الصربية وامتدت الى بلدية بريزرين جنوب الاقليم فيما حذر برنامج الأممالمتحدة للغذاء من كارثة قريبة ما لم يتم توفير وسيلة انقاذ سريعة للنازحين المشردين في الجبال والغابات. ونقلت صحيفة "بليتس" الصربية المستقلة الصادرة أمس الخميس في بلغراد عن نائب وزير الخارجية الروسي نيكولاي افاناسيفسكي انه "صاحب فكرة الاتفاق التي اعلنها الرئيس ميلوشيفيتش بخصوص الفترة الانتقالية لاقليم كوسوفو". وأوضح افاناسيفسكي الذي قاد الوساطة الروسية بين الصرب والألبان انه "طرح هذه الفكرة في محادثاته مع حكومة بلغراد وزعماء ألبان كوسوفو وتسعى الى حل مشاكل الاقليم على مراحل تبدأ بتطبيق الادارة الذاتية وتشكيل وحدات شرطة مشتركة والتعاون في عودة النازحين الى ديارهم". واعتبر الوسيط الروسي ان نجاح هذا المقترح "أصبح يعتمد على استعداد الطرف الألباني للدخول في اتفاق بموجبه". ووصف الوسيط الأميركي كريستوفر هيل الذي يروج للمقترح بأنه "السبيل الوحيد لاحتواء التوتر الراهن والدخول في تسوية لأزمة الاقليم من خلال المفاوضات". وأضاف في تصريح صحافي نشر أمس في بريشتينا ان الاقتراح ينص على "إعادة عمل المؤسسات الادارية واقامة انتخابات عامة وضمان الحقوق الانسانية في الاقليم". وأصدر المركز الاعلامي لالبان كوسوفو أمس بياناً أعلن ان ابراهيم روغوفا رحب باقتراح الرئيس اليوغوسلافي ميلوشيفيتش "الذي يوفر قدراً معيناً من الحكم الذاتي للاقليم خلال مرحلة انتقالية أمدها 3 سنوات". واعتبر البيان ان الفترة الانتقالية "تهدف الى استقرار الوضع الذي يوفر مجالات لايجاد حل نهائي لمستقبل الاقليم". وأشار البيان الى أن روغوفا "طلب وقفاً فورياً لعمليات القوات الصربية في كوسوفو وحضوراً دولياً عاجلاً لضمان عودة النازحين الألبان الى منازلهم". كما رحبت تيرانا بالاقتراح واعتبره وزير الخارجية الالباني باسكال ميلو انه "خطوة ملائمة للحوار الايجابي باتجاه التوصل الى تسوية سياسية لأزمة الاقليم". وفي المقابل أكدت الفئات السياسية والعسكرية الرئيسية لألبان كوسوفو المعارضة لنهج روغوفا رفضها للاتفاق الذي اعتبرته انه "يوفر الذرائع للسلطات الصربية لاستخدام العنف في الاقليم واستغلال الفترة الانتقالية لترتيب الأمور وفق ما يناسبها". وقالت صحيفة "كوخاديتورا" الألبانية الصادرة أمس في بريشتينا ان الاقتراح لعبة جديدة يهدف ميلوشيفيتش منها كسب الوقت "وان ثناء الوسيط الأميركي هيل عليه لم يبعث أي مشاعر البانية طيبة تجاهه". ورفض رئيس الجناح السياسي لجيش تحرير كوسوفو آدم ديماتشي الاقتراح وقال: "ان الجيش يرفض العرض الصربي وسيواصل الكفاح المسلح الى أن تتوقف الهجمات الصربية وتنسحب القوات المعتدية من الاقليم". وأوضح في تصريح صحافي ان قيادة الجيش تؤكد ان "كل اتفاق يتم بمعزل عنها محكوم عليه بالفشل مسبقاً"