اعلنت مصادر ديبلوماسية اميركية في بلغراد ان السفير الأميركي في مقدونيا كريستوفر هيل، المكلف من قبل مجموعة الاتصال الدولية بملف كوسوفو، نجح في اقناع القوى السياسية الرئيسية للسكان الألبان بتشكيل وفد برئاسة الزعيم المعتدل ابراهيم روغوفا للعودة الى التفاوض مع الحكومة اليوغوسلافية، فيما اعتبر الخطوة الأهم حتى الآن لاقرار السلام في الاقليم المضطرب. وأبلغ مصدر الباني مطلع "الحياة" في اتصال هاتفي من بريشتينا بأن كلا من الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش وروغوفا وافقا على اقتراح اميركي بمنح كوسوفو حكماً ذاتياً واسعاً لفترة موقتة، ريثما يتم التوصل الى حل دائم ونهائي لمشكلة الاقليم "ما يعني ان المفاوضات الحالية لن تتطرق الى الاستقلال". وعلى رغم المعلومات بأن جميع الاطراف وافقت على تشكيل وفد الباني للتفاوض برئاسة روغوفا على اساس الخطة الاميركية فان المصدر الالباني اشار الى ان الشكوك تحوم حول موافقة جيش تحرير كوسوفو على الخطة خصوصاً وانه نقل عن الناطق الاعلامي باسم الجيش يعقوب كراسنيجي بأن الجيش "لن يرضخ للضغوط التي تريده ان يشترك في حكومة كوسوفو التي يسعى روغوفا الى تشكيلها". وهدد كراسنيجي بأن المقاتلين الألبان سيوسعون عملياتهم لتشمل بريشتينا "وهو ما أُعتبر رسالة الى روغوفا بأن سبيله السلمي لا يمكن ان يكون بديلاً عن الكفاح المسلح في الوصول الى الاستقلال". وتوافرت معلومات في بلغراد ان الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش مستعد لتقديم تنازلات مهمة في مجال الخطط الدولية لحل مشكلة كوسوفو بما في ذلك الحكم الذاتي "خصوصاً بعد ان استجاب للمقترح اليوناني بزيادة عدد المراقبين الاوروبيين في الاقليم". وأجرى وفد الترويكا الاوروبية الذي يضم ديبلوماسيين من المانياوالنمسا وبريطانيا محادثات امس في بريشتينا مع الزعماء الالبان لاقليم كوسوفو. وصرح ممثل النمسا البرت روهان بعد لقاء الوفد بالزعيم الألباني ابراهيم روغوفا ان رسالة الوفد "تتركز في ضرورة وقف القتال لانه ليس من المقبول زيادة اعداد الضحايا وتفاقم مشكلة اللاجئين". وكان الوفد اجرى اول من امس محادثات في بلغراد ويتوقع ان يجتمع اليوم الخميس بالرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش. وعلى رغم المساعي الدولية واصلت القوات الصربية هجماتها الواسعة على معاقل جيش تحرير كوسوفو التي بدأت الجمعة الماضية. وأفاد ناطق صربي ان القوات الصربية احكمت سيطرتها على بلدة ماليشيفو التي كانت اهم معقل للانفصاليين والواقعة جنوب غرب بريشتينا بحوالي 40 كيلومتراً "وكان يعتبرها جيش تحرير كوسوفو عاصمة موقتة للاراضي الخاضعة له". وأضاف الناطق ان القوات الصربية تحاصر قرية يونيك في بلدية ديتشاني القريبة من حدود كوسوفو مع البانيا "وقد اخذت مقاومة الانفصاليين فيها بالتراجع فيما دخلت الشرطة الصربية ضواحي القرية". وذكرت المصادر الالبانية ان حوالي الف مقاتل من جيش تحرير كوسوفو موجودون في القرية ويواصلون المقاومة العنيفة ضد الدبابات والمدفعية الصربية. وأفاد ناطق باسم المركز الاعلامي الالباني في كوسوفو ان القوات الصربية اعدمت 20 البانياً من عائلة واحدة رمياً بالرصاص بعد ان سلموا انفسهم للشرطة الصربية. ونفت المصادر الصربية هذا النبأ الذي لم يوثق من مصادر مستقلة.