لندن، الدوحة - أ ف ب، رويترز، قنا - ردّت لندن على اتهام الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي السلطات البريطانية بتدبير محاولة لاغتياله. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية امس: "هذه ادعاءات قديمة اكد وزير الخارجية روبن كوك انها محض خيال". وجاء الرد البريطاني بعد تأكيد القذافي للمرة الاولى في وقت متقدم ليل الجمعة ان الخطة دبّرت في عهد حكومة حزب المحافظين السابقة مشيراً الى ان طرابلس لديها تسجيلات ومواد اخرى لإثبات التهمة على بريطانيا. وقال القذافي في مقابلة بثتها في الدوحةقناة "الجزيرة" الفضائية ان ليبيا ستتخذ اجراءات قانونية وسياسية ضد بريطانيا "لأنها تحمي محاولة إرهابيين وقَتَلة". يذكر ان ليبيا كانت امتنعت عن الخوض في قضية محاولة الاغتيال التي نُفّذت في "سرت" في شباط فبراير 1996، وكشف ضابط سابق في الاستخبارات البريطانية، تورط جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني إم. آي 6 فيها. وقال الضابط ديفيد شايلر ان عميلاً عربياً تلقى نحو 160 ألف دولار لتنفيذ الخطة، لكن التفجير طاول سيارة في موكب القذافي بدل سيارته، وأدى الى وفاة بضعة اشخاص. ويحتجز شايلر الآن في سجن فرنسي بانتظار ترحيله الى بريطانيا للمحاكمة بتهمة افشاء أسرار حكومية. ونفى كوك اتهامات شايلر بداية الشهر الجاري، معتبراً انها "خيال محض". إلى ذلك، أكد القذافي في المقابلة ان ليبيا ترفض طلب الولاياتالمتحدة ان تسلّم فوراً مواطنيها المشتبه في تورطهما في تفجير لوكربي، عبدالباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة. وتابع: "نريد ضمانات دولية، ضمانات الاممالمتحدة امام العالم، ولسنا مستعدين لارسال بشر من دون ضمانات" الى هولندا حيث يُفترض محاكمة الليبيين امام هيئة قضائية اسكوتلندية. وذكر القذافي ان بلاده طالبت بمفاوضات مع الولاياتالمتحدةوبريطانيا لتحديد اجراء المحاكمة "واذا رفضتا عليهما التفاوض مع طرف ثالث هو الاممالمتحدة، أو أمينها العام، أو الجامعة العربية". وتساءل "اذا اولادنا مشوا لهولندا كيف يكون مصيرهم اذا حُكم عليهم بالإدانة وأين يكون السجن في اي مكان وفي اي بلد؟ والاستئناف سيكون أمام أي محكمة؟ والتعويضات… ان كل هذه الأمور بحاجة الى التوضيح وكذلك هيئة الدفاع". وأشار إلى امكان استدعاء مسؤولين ليبيين كشهود في القضية يجب ان يكون موضع اتفاق. واتهم واشنطنولندن مجدداً بالخداع وقال ان الاتفاق الاخير على اجراء المحاكمة في هولندا "قد يكون خدعة لفرض عقوبات اضافية" على ليبيا وإجهاض اي قرار يصدر عن قمة حركة عدم الانحياز. ورفضت الولاياتالمتحدةوبريطانيا الجمعة الطلب الليبي التفاوض على ضمانات من اجل تسليم المشتبه فيهما. وقال الناطق باسم البيت الابيض باري تويف ان "خيار ليبيا الوحيد هو الموافقة فوراً على تسليمهما. ان دافعنا الوحيد هو البحث عن العدالة باسم الضحايا وأسرهم، واذا كان القذافي جدياً نأمل بأن يبلغنا الامين العام للأمم المتحدة ان المشتبه فيهما نُقلا الى هولندا وانهما بين أيدي السلطات".