أكد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي رغبته في حل قضية لوكربي "بما يرضي عائلات الضحايا". وهاجم الجماعات الإسلامية في بلاده، مؤكداً انه تم القضاء عليها. وسيبث تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" هذا الأسبوع مقابلة مع القذافي أجراها معه الأسبوع الماضي في طرابلس ونشرت صحيفة "صنداي تليغراف" أمس مقتطفات منها. وقال القذافي في المقابلة "ان لا مصلحة لدينا في مواجهة مع الغرب. ان شعبنا يريد السلام". وقال عن عرض محاكمة متهمي لوكربي في هولندا، ان "في الإمكان حل هذه المشكلة في شكل سهل جداً ... ان عائلات الضحايا لوكربي ستكون راضية. ليس عندنا مصلحة في هذا التوتر". وأضاف ان كل المطلوب الآن لحل هذه القضية هو الاتفاق على الضمانات للمتهمين عبدالباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة. وأضاف ان تسليم الرجلين للمحاكمة في هولندا سيتم بعد الاتفاق على مكان قضائهما العقوبة في حال ادانتهما. ويرفض الزعيم الليبي ان يقضي المقراحي وفحيمة فترة سجنهما، في حال ادانتهما، في اسكتلندا. وبموجب الاقتراح البريطاني - الأميركي الخاص بالمحاكمة، فإن الرجلين سيُحاكمان أمام هيئة قضاة اسكتلنديين في هولندا، وسيُسجنان في اسكتلندا اذا دينا. وأكد القذافي الذي قال مراسل التلفزيون انه بدا عليه عدم الارتياح من جراء العملية الجراحية التي خضع لها في وركه أخيراً، ان ما حصل له لم يكن نتيجة تعرضه لمحاولة اغتيال، بحسب ما قالت جماعات مُعارضة. وقال: "كنت اقوم ببعض التمارين عندما زلّت قدمي". وأقر بأنه كان عُرضة لمحاولات اغتيال عديدة في السابق. وقال التلفزيون ان القذافي بدا متحمساً لاستغلال مزاعم العميل السابق للاستخبارات البريطانية ديفيد شايلر ان بلاده موّلت محاولة جماعة أصولية ليبية لقتل القذافي في شباط فبراير 1996. وتنفي لندن هذه المزاعم. وشدد الزعيم الليبي على ان بلاده قضت على نشاط الجماعات الإسلامية التي ظهرت في التسعينات محاولة قلب نظامه. وقال: "كانت هناك جماعات تطوعت لقتال الروس في أفغانستان، ودرّبتها الولاياتالمتحدة ... بعد ذلك، عندما انهزم الروس، عادوا اعضاء الجماعات الى بلدانهم. بعضهم عاد الى ليبيا. لقد كانوا تحت سيطرة ال "سي.اي.ايه" وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وعُلّموا كيف يستخدمون المتفجرات. والآن استخدموها ضدنا هنا. لقد وجدنا بعضهم في ليبيا. تعاونوا مع بعضهم كحركة ارهابية". وسُئل هل انتهت هذه الحركة الآن، فأجاب: "بالتأكيد". شايلر على صعيد آخر، أوردت صحف بريطانية ان محكمة في باريس ستنظر الاربعاء في طلب لندن تسلّم العميل السابق لجهاز الاستخبارات الداخلية "أم.آي. 5" ديفيد شايلر. واوردت "صنداي تليغراف" انها اطلعت على ملف للشرطة البريطانية يتضمن اسباب طلب تسلّم شايلر الموقوف في فرنسا، وان هذا الملف يتهم العميل السابق بأنه عرّض للخطر حياة عملاء بارزين في "الجيش الجمهوري الايرلندي" و"شين فين" بسبب كشفه معلومات عن علاقة الجمهوريين الايرلنديين بليبيا. وستقول الشرطة في الملف الذي سيُقدم للمحكمة، ان شايلر قدّم وثائق لصحيفة بريطانية تكشف هويات عملاء مهمين جداً ولا يمكن تعويضهم للاستخبارات البريطانية. وحصل شايلر على الوثائق الخاصة بعلاقة ليبيا ب "الجيش الجمهوري" منذ العام 1971، خلال عمله في قسم الشرق الأوسط في الاستخبارات البريطانية من تشرين الاول/اكتوبر 1994 الى تشرين الاول 1996. وتسمّي هذه الوثائق اسماء وعناوين عملاء للاستخبارات البريطانية من الشرق الاوسط وايرلندا. وتقول الشرطة ان شايلر قدّم لصحيفة "ميل اون صنداي" 62 وثيقة لقاء 39 الف جنيه استرليني، وان الصحيفة اعادت الوثائق الى السلطات. ويؤكد ملف الشرطة ان كشف محتويات وثيقة من هذه الوثائق سيضر بعلاقات بريطانيا الديبلوماسية مع دولة اجنبية لم تُسمّ. ويُتوقع ان يقاوم شايلر طلب لندن استرداده لمحاكمته بتهمة كشف اسرار الدولة. ولن تُصدر محكمة باريس قراراً في هذا الشأن هذا الاسبوع، لكن الثابت ان تسليمه لن يتم قبل شهر. واذا دين شايلر في بريطانيا، فإنه يواجه حُكماً بالسجن سنتين.