عقدت في القاهرة أمس قمة ثلاثية ضمت الرئيسين حسني مبارك وياسر عرفات والملك حسين لتنسيق المواقف من سياسات الحكومة الاسرائيلية لجهة خطط توسيع القدس ورفض مبادرة السلام الاميركية الخاصة بتنفيذ المرحلة الثانية من اعادة الانتشار في الضفة الغربية. وسبق القمة لقاءان، الاول جمع مبارك مع عرفات في قصر الاندلس، مقر اقامة الرئيس المصري، والثاني بين مبارك والملك حسين في قصر الرئاسة. وعقدت القمة الثلاثية على جلستين، الاولى ضمت الزعماء الثلاثة، والثانية ضمت اليهم اعضاء وفودهم. وعبر مبارك في مؤتمر صحافي عقب القمة عن تخوفه من ان يسفر شحن الرأي العام والقوى العربية والاسلامية من جراء ممارسات الحكومة الاسرائيلية في القدس عن "نتائج لا تسر أحداً". وأشار الى ان عرفات ابلغه نية الملك الحسن الثاني، بوصفه رئيساً للجنة القدس المنبثقة عن منظمة المؤتمر الاسلامي، في الدعوة الى عقد اجتماع استثنائي. البيان وصدر عن القمة بيان اكد اتخاذ الاطراف الثلاثة "موقفاً موحداً من اجل صون الحقوق العربية في اطار سلام شامل وعاجل، ومواجهة الممارسات الاسرائيلية التي ستؤدي الى التوتر وعدم الاستقرار". وتناول البيان جهود الولاياتالمتحدة واوروبا، مؤكدا ضرورة استمرار هذه الجهود لانقاذ عملية السلام ورفض المشروع الاسرائيلي لتهويد القدس، وطالب بالغاء المشروع فوراً وعدم اتخاذ أي اجراءات لتنفيذه، ووقف عمليات هدم المنازل ومصادرة الاراضي. وطالب القادة بالتنفيذ الكامل والدقيق لاتفاقات السلام طبقا لمرجعية مدريد وقراري الاممالمتحدة الرقمين 242 و332 ومبدأ الارض مقابل السلام، والعمل على تحقيق السلام على كل المسارات الاسرائيلية - العربية، وممارسة الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير واقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس. وأيد البيان المبادرة المصرية - الفرنسية لعقد مؤتمر دولي لانقاذ عملية السلام في حال فشل المبادرة الاميركية، كما اتفق القادة على الاعداد لقمة عربية. ومن جهة أخرى، وصف نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية الأردني السيد جواد العناني القمة الثلاثية بأنها "بداية طيبة لتحرك عربي شامل، وتمهيد لعقد قمة اوسع". وأشار في تصريح لاذاعة "صوت العرب" أمس الى "أهمية اعادة التفكير في موضوع القمة العربية الشاملة بجدية وعدم حجبه عن التداول لحاجة الامة اليه في الوقت الحالي". وشارك في المحادثات من الجانب المصري رئيس الحكومة الدكتور كمال الجنزوري ووزراء الخارجية السيد عمرو موسى والاعلام السيد صفوت الشريف والداخلية السيد حبيب العادلي والمستشار السياسي للرئيس مبارك الدكتور اسامة الباز ورئيس الديوان الجمهوري الدكتور زكريا عزمي. ومن الجانب الاردني، شارك رئيس الحكومة الدكتور عبدالسلام المجالي ورئيس الديوان الملكي الدكتور فايز الطراونة والعناني ومدير الاستخبارات العامة سميح البطيخي والسفير الجديد لدى مصر طراد الفايز ورئيس البعثة الديبلوماسية في غزة زياد المجالي والامير حمزة بن الحسين. وضم الوفد الفلسطيني كلاً من امين سر اللجنة التنفيذية السيد محمود عباس ابو مازن ووزراء التخطيط والتعاون الدولي في السلطة الدكتور نبيل شعث والحكم المحلي الدكتور صائب عريقات والثقافة ياسر عبدربه والناطق باسم الرئيس الفلسطيني السيد نبيل ابو ردينة والسفير الفلسطيني في مصر زهدي القدرة.