بكين - أ ف ب، رويترز - أكدت وزارة الخارجية الصينية امس الخميس ان التقارب الصيني - الاميركي في ضوء زيارة الرئيس الاميركي بيل كلينتون الى الصين ليس موجها ضد اي بلد آخر. وعبّرت تايوان عن شكرها للولايات المتحدة على التزامها باستمرار تسليح الجزيرة، وقال المتحدث باسم الوزارة تانغ كيوكيانغ في لقاء مع الصحافيين ان "العلاقات الجديدة على مستوى الدولتين ليست بأي حال من الاحوال موجهة ضد بلدان اخرى. كما انها ليست علاقات حصرية". واضاف تانغ رداً على سؤال ان الصينوالولاياتالمتحدة لم تناقشا خلال الزيارة اقامة "شراكة امنية مثلثة" تشمل اليابان. وتابع ان الصين اقامت "شراكة استراتيجية بناءة" مع الولاياتالمتحدة خلال زيارة الرئيس الصيني جيانغ زيمين الى الولاياتالمتحدة العام الماضي. وأعيد تأكيد هذه الشراكة رسمياً خلال القمة الاميركية - الصينية التي عقدت السبت في بكين. واضاف المتحدث "اننا ملتزمون ايضا مع اليابان على المدى الطويل اقامة علاقة مستقرة وودية على مستوى الدولتين". وذكر ان الرئيس الصيني جيانغ زيمين سيزور هذه السنة اليابان. ومن المقرر ان تغادر وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت التي رافقت كلينتون في جولته الصين اليوم الجمعة متوجهة الى اليابان لطمأنة طوكيو بشأن الاهمية التي توليها واشنطن للعلاقات اليابانية - الاميركية. وكانت اليابان فوجئت بقرار كلينتون تجنب التوقف فيها قبل زيارته الى الصين او بعدها، خلافا للعادة التي اتبعها حتى الآن الرؤساء الاميركيون. من جهة اخرى اعرب رئيس تايوان لي تانغ هو، عن امتنانه لالتزام كلينتون تعهداته بشأن استمرار تسليح الجزيرة. وقال لي "قبل زيارة كلينتون للصين تعهد الجانب الاميركي مراراً بألا تضرّ هذه الزيارة بمصالح" تايوان. كما تعهّد بألا يطرأ اي تغيير على السياسة الاميركية تجاه الجزيرة، خصوصاً في ما يتعلق بالتسليح. واستطرد لي قائلاً: "اشعر بالامتنان لحصر الولاياتالمتحدة على الوفاء بتعهداتها". اما على صعيد نتائج الزيارة فترى الاوساط الديبلوماسية في بكين ان جولة كلينتون على الصين رغم نتائجها الملموسة البسيطة، سمحت للصين بطي صفحة تيانانمين والتطلع الى المستقبل بثقة دولة عظمى معترف بها على الساحة الدولية. وقال ديبلوماسي غربي ان "النتائج الملموسة ليست بأهمية الزيارة بحد ذاتها" لكن القمة "وضعت العلاقات الثنائية على ركيزة ممتازة على الاقل حتى انتهاء ولاية رئاسة كلينتون". واشارت احدى الدول المقربة من بكين الى ان "الصين لم تخف سعيها خلال هذه الزيارة الى ان تطرح نفسها دولة عظمى على قدم المساواة مع الولاياتالمتحدة". واعتبر ديبلوماسي آخر من منطقة آسيا - المحيط الهادي ان الثقة التي رد بها الرئيس الصيني على انتقادات كلينتون تثبت سيطرته على النظام الشيوعي. وتابع "قد نشهد انفتاحا جديدا في الاشهر والسنوات المقبلة". وقال الديبلوماسي ان الرئيس الصيني سيستفيد في كانون الاول ديسمبر المقبل من الذكرى ال 20 لبدء الاصلاحات الاقتصادية لاطلاق خطة سياسية. ووقع البلدان عقودا بقيمة ثلاثة بلايين دولار مقابل 26،4 بليون دولار خلال زيارة الرئيس الصيني للولايات المتحدة في تشرين الاول اكتوبر الماضي. ووافقت بكينوواشنطن على عدم تصويب صواريخهما تجاه بعضهما وهو قرار رمزي لأن عملية اعادة التصويب يمكن تحقيقها في غضون 10 دقائق. ولم ترضخ الولاياتالمتحدة للمطالب الصينية وقف بيع اسلحة لتايوان لكن كلينتون جدد التأكيد علناً انه يعترف بالسيادة الصينية على الجزيرة في خطوة تكفي على ما يبدو لبعث شعور الارتياح لدى بكين.