بكين - أ ف ب، رويتر - اشاد الرئيس بيل كلينتون امس بنمو المسيحية في الصين ودعا الى حرية الأديان فيها خلال احتفال ديني في معبد شونغونمن البروتستانتي في اليوم الثالث من زيارة رسمية للصين اعتبرت بمثابة اعتراف بانها القوة الثانية في العالم بعد الولاياتالمتحدة. وشارك كلينتون في الاحتفال الديني مع زوجته هيلاري وابنته تشيلسي وحماته دوروثي رودهام. واضاف كلينتون مخاطباً الحضور: "نفرح معكم لتنامي ممارسة ديننا في الصين ... كما نعرب عن سرورنا عندما نعلم ان عدداً متزايداً من أمكنة الصلاة فتح ليتمكن الناس من ممارسة دينهم". وجاء الاحتفال الديني غداة قمة صينية - اميركية اتفق خلالها الرئيس كلينتون مع نظيره الصيني جيانغ زيمين على تشجيع تبادل زيارات المسؤولين الدينيين من البلدين. وتحض الولاياتالمتحدةالصين على اعطاء مزيد من الحريات الدينية للسكان، لكن كلينتون تجنب امس الاشارة الى عمليات الاضطهاد الديني التي تحصل في شكل منتظم في الصين. وبدلاً من ذلك دعا الى وحدة المؤمنين بمعزل عن الحدود مؤكداً ان "الشعبين الاميركي والصيني شقيقان بصفتهما أولاد الله". واضاف وسط تصفيق الحضور: "بهذه الروحية جئنا الى هنا اليوم". ويقع المعبد على بعد نحو كيلومترين شرق ساحة تيانانمين وسط بكين ويعود بناؤه الى 1876. وحوّله الشيوعيون بعد تسلمهم السلطة في 1949 مدرسة ثم اعيد الى استخدامه الاساسي كمعبد ديني قبل فترة. الى ذلك طغت في الصحافة الأميركية امس المناظرة التلفزيونية المباشرة بين كلينتون وجيانغ اول من امس عن حقوق الانسان ونقلها التلفزيون الصيني الحكومي مباشرة على الهواء، الأمر الذي اعتبره مراقبون غربيون ان نظام بكين بات قادرا بعد ان اكتسب ثقة بالنفس على استيعاب انتقادات علنية تتعلق بموضوع حقوق الانسان الحساس. من جهة اخرى رأى ديبلوماسي غربي ان "زيارة بيل كلينتون جعلت الصين نداً للولايات المتحدة وثاني قوة سياسية في العالم، كما جعلت من الصعب التعرض لجيانغ زيمين داخل النظام الصيني نفسه". واعتبر ان موافقة كلينتون على الاحتفاء به في ساحة تيانانمين أعادت تأهيل الصين وسمحت لها بتجاوز المرحلة الصعبة في علاقاتها مع المجتمع الدولي بسبب سقوط مئات القتلى خلال قمع تحرك طلابي في الساحة نفسها عام 1989. وأوضح الديبلوماسي ذاته ان "جميع قادة الدول الصناعية زاروا بكين وساحة تيانانمين تحديداً بعد حوادث 1989، ولم يكن ينقص سوى رئيس أقوى دولة في العالم لانهاء مرحلة اعادة تأهيل النظام". وفي الاطار نفسه، لاحظ محلل صيني "الأكيد انه جرت عملية مساومة حاذقة بين الصينيين الذين كانوا متمسكين برؤية كلينتون وهو يستعرض القوات الصينية في ساحة تيانانمين من جهة، وبين الاميركيين الذين اصروا على تطرق كلينتون الى مسألة حقوق الانسان امام الجمهور الصيني الواسع لاسكات الانتقادات الواسعة التي واجهته في الولاياتالمتحدة في شأن هذا الملف من من جهة اخرى"