بكين - أ ف ب - يواجه الرئيس الاميركي بيل كلينتون الذي يصل اليوم الخميس الى الصين في اول زيارة لرئيس اميركي منذ مجزرة تيانانمن سنة 1989، مشاكل تطبيع العلاقات العاصفة الصينية - الاميركية وبعد 26 عاماً على زيارة الرئيس الاميركي السابق ريتشارد نيكسون الى بكين. وكانت الزيارة التاريخية التي قام بها نيكسون الى الصين عام 1972 أدت الى بدء ذوبان الجليد بين البلدين العملاقين وقادت الى اقامة علاقات ديبلوماسية بينهما بعد سبع سنوات من ذلك. لكن السفير الاميركي في بكين جيمس ساسير اعتبر ان غياب الحوار في المسائل الرئيسية في السنوات الماضية جعل العلاقات بين البلدين تصطدم بعوائق صعبة. وقال ساسير "قبل حزيران يونيو 1989 كانت العلاقات الصينية الاميركية تقوم قبل كل شيء على التحالف في مواجهة الاتحاد السوفياتي وادى ذلك ببساطة الى تجاهل المشكلات العالقة بين البلدين". واضاف ان قمع التظاهرات المنادية بالديموقراطية في ربيع 1989 "أدى مرة واحدة الى اخراج المشكلات الكامنة واعطاها حجماً كبيراً". ولم تتمكن بكينوواشنطن من خلق لحمة جديدة في علاقاتهما بعد نهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي الذي حرمهما من عدو مشترك سنة 1991. وزيارة كلينتون هي الاولى لرئيس اميركي منذ الزيارة التي قام بها الرئيس السابق جورج بوش في شباط فبراير 1989 قبيل القمع الدامي لتظاهرات تيانانمن في الرابع من حزيران يونيو التي اعقبتها ثماني سنوات من البرود في العلاقات بين بكينوواشنطن. وكاد هذا البرود ان يؤدي الى مواجهة مسلحة مطلع 1996 اثناء اطلاق صواريخ صينية قرب سواحل تايوان، حين ارسلت واشنطن حاملتي طائرات الى المنطقة لتهدئة التوجه العسكري الصيني. وكان القادة الصينيون ثاروا بسبب زيارة قام بها رئيس تايوان لي تينع - هوي في آب اغسطس 1995 الى الولاياتالمتحدة، ورأوا فيها دعماً اميركياً لاستقلال الجزيرة وانتهاكاً للتعهدات التي قطعتها واشنطن واعترفت فيها بسيادة الصين على الجزيرة عند اقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين عام 1979. وكانت الولاياتالمتحدة اعترفت قبل ذلك بالنظام المناوىء للصين في تايوان منذ انتصار الشيوعيين الصينيين وتسلمهم الحكم عام 1949. ورأت بكين ان الاهانة اللاحقة بها نتيجة الزيارة التي قام بها لي تينغ - هوي كبيرة، خصوصاً في ظل غياب اي تبادل على مستوى عال بين العاصمتين منذ 1989. وفي حين ان جميع اسلافه قاموا بزيارة بكين فان كلينتون لم يلتق نظيره الصيني جيانغ زيمين سوى مرة واحدة عام 1993 اثناء قمة منتدى آسيا - الهادئ ابيك. لكن الازمة التايوانية جعلت الادارة الاميركية تعي مخاطر عزلة الصين. ولذا بدأت واشنطن في نهاية 1996 سياسة "التزام بناء" ازاء بكين ثم ارسلت نائب الرئيس آل غور في زيارة الى الصين مطلع العام التالي. واوضح ساسير انه "منذ سنة ونصف السنة بدأنا من الجانبين حوارا من اجل مناقشة المشكلات الثنائية وتحديدها وتعريفها والتوصل الى وفاق حول طريقة معالجتها". وكان من الضروري انتظار ايلول سبتمبر 1997 لكي يلقي بيل كلينتون خطابه الاول حول سياسته الصينية قبل شهرين من وصول جيانغ زيمين الى الولاياتالمتحدة في اول زيارة لرئيس صيني الى الولاياتالمتحدة منذ 1985. وستجرى الجولة الصينية للرئيس كلينتون تحت رقابة وسائل الاعلام الاميركية ومجلس الشيوخ ذي الغالبية الجمهورية الذي طلب اليه ان يرفض الاستقبال الرسمي في ساحة تيانانمن احتراماً لذكرى ضحايا 1989. لكن سيكون على كلينتون ان يحترم البروتوكول الصيني المعتمد اثناء الزيارات الرسمية للرؤساء الاجانب الى بكين